للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأْسَكَ، وقُلْ يُسْمعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يا ربِّ! ائْذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله (٤٥)، فيقُولُ: وعِزَّتي، وجلالي، وكبْرِيائي، وعَظَمَتي، لأُخْرِجَنَّ مِنْها مَن قال: لا إله إلا الله".

٣٧ - باب قوْلِهِ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

٢٧٤٦ - عنْ شريكِ بنِ عبْدِ الله أنَّه قال: سَمِعْتُ ابن مالكٍ يقول:

ليْلة أُسْريَ بِرَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مسْجِدِ الكعْبةِ، إنَّه جاءَهُ ثلاثةُ نفرٍ قبْلَ أنْ يوحى إليْه، وهْو نائِمٌ (٤٦) في المسْجدِ الحرامِ، فقال أوَّلُهُم: أَيُّهُمْ هُوَ؟ (٤٧) فقال أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهم، فقال آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكانَتْ تِلْكَ اللَّيْلة، فَلَمْ يَرَهُم حتى أَتَوهُ ليْلةً أخرى فيما يرى قلبه، و [النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ٤/ ١٦٨] تنامُ عينُهُ ولا ينامُ قَلْبُهُ، وكذلك الأنْبِياءُ تنامُ أَعْيُنُهم ولا تنام قُلُوبُهُم، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتى احْتَمَلُوهُ، فوَضَعُوهُ عِنْد بِئْرِ زمزم، فَتَوَلاه منهم جبريل، فشقَّ جبريل ما بين نَحْرِه إلى لَبَّتِهِ، حتَّى فرغَ مِنْ صدْرِهِ وجَوْفِهِ، فغسله مِن ماءِ زمزم بيده، حتَّى أنْقى جوْفَهُ، ثُمَّ أُتي بِطَسْتٍ مِن ذهبٍ، فيه تَوْرٌ من ذهبٍ، مَحْشُوًّا إيماناً وحِكْمةً، فحشا به صدْرَهُ ولَغاديده -يعْني عُروقَ حلْقِه-، ثُمَّ أطْبقه.


(٤٥) قوله: (من قال لا إله إلا الله) أي: مع محمد رسول الله.
(٤٦) قلت: قوله هنا: "قبل أن يوحى إليه وهو نائم"، وقوله في الصفحة الآتية: "ودنا الجبار رب العزة فتدلى"، وقوله في آخره:! واستيقظ وهو في المسجد الحرام"؛ كل ذلك مما عده العلماء من أغلاط شريك بن عبد الله هذا، وهو ابن أبي نمر. انظر (ص ١٨٦) من "تخريج شرح العقيدة الطحاوية" الطبعة الثالثة، والمقدمة الملحقة بها ص (٣).
(٤٧) فيه إشعار بأنه كان نائماً بين جماعة أقلهم اثنان، وقد جاء أنه كان نائماً معه حينئذٍ حمزة بن عبد المطلب عمه، وجعفر بن أبي طالب ابن عمه. "فتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>