٦٧٥ - عن الأَحنفِ بن قيسٍ قال: جلستُ إِلى مَلأٍ مِن قرَيشٍ، فجاءَ رجلٌ خَشِنُ الشعرِ والثيابِ والهيئةِ؛ حتى قامَ عليهمْ، فسلَّم، ثم قال: بشِّرِ الكانزينَ برَضْفٍ (٤)، يُحْمى عليه في نارِ جهنَّم، ثم يوضَعُ على حَلَمةِ ثَدْيِ أحدِهم؛ حتى يخرُجَ من نُغْضِ كتِفِه، ويوضَعُ على نُغضِ كتِفِه، حتى يخرُجَ من حَلَمةِ ثدْيِهِ يَتَزَلْزَلُ. ثم ولَّى فجلسَ إِلى ساريةٍ، وتبعْتُهُ، وجلستُ إِليهِ، وأنا لا أَدْري مَن هوَ؟ فقلتُ له: لا أُرى الْقومَ إِلا قد كَرِهوا الذي قلتَ، قال: إنهم لا يَعْقِلونَ شيئاً. قالَ لي خليلي: - قالَ: قلتُ: مَن خليلُكَ؟ قال: النبي - صلى الله عليه وسلم -
"يا أَبا ذَرٍّ أَتُبْصِرُ أُحُداً؟ ". قالَ: فنظرتُ إِلى الشمسِ ما بَقيَ منَ النهارِ، وأنا أُرى أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُرسِلُني في حاجةٍ لهُ، قلتُ: نعمْ، قالَ:
"ما أُحِبُّ أن لي مثلَ أُحدٍ ذهباً أُنْفِقُهُ كلَّهُ؛ إِلا ثلاثةَ دنانيرَ". وِإنَّ هؤلاءِ لا يَعقِلونَ، إنما يَجمَعونَ الدنيا، لا والله، لا أَسْألُهم دنيا، ولا أستفتيهِمْ عن دِينٍ؛ حتى أَلقى الله عزَّ وجلَّ.
٥ - باب إِنفاقِ المالِ في حَقِّهِ
(قلت: أسند فيه حديث عبد الله بن مسعود المتقدم برقم ٥٥).
٦ - باب الرياءِ في الصدَقَةِ لقولهِ تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} إلي قولِهِ {الْكَافِرِينَ}
(٤) أى: بحجارة محماة. وأصل (النغض): الحركة، وسمي الشاخص من الكتف، وهو العظم الرقيق على طرف الكتف (نغضاً) لتحركه عند تحرك الإنسان في مشيه وتصرفه، وهو الغضروف.