للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣ - بابُ من مَلَكَ مِن العربِ رقيقاً، فوهَبَ، وباعَ، وجامَعَ، وفَدَى، وسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وقولِهِ تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}

١١٥٧ - عن ابنِ عَوْنٍ قالَ: كَتَبْتُ إلى نافعٍ، فكَتَبَ إليَّ (٧) أنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -


(٧) قلتُ: ولفظ مسلم: "كتبتُ إلى نافعٍ أسأله عن الدعاء قبل القتال؟ قال: فكتب إليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، قد أغار رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ... "، وكذا رواه أبو داود (٢٦٣٣)، وأحمد (٢/ ٣١ و ٣٢ و ٥١)، وقالَ أبو داود: "هذا حديث نبيل، رواه ابن عون عن نافع، لم يشركه فيه أحد".
قلتُ: ولكن ليس في الحديث أن بني المصطلق لم يكونوا قد بلغتهم الدعوة، كيف وهم من خزاعة، وكانوا بجوار المدينة، فقد بلغتهم الدعوة دون شك، كما قال الأُبِّي في "شرح مسلم" (٥/ ٤٥)، وما هذا الحديث عندي في المعنى إلا كحديث: "كان يغير عند صلاة الصبح، وكان يتسمع، فإذا سمع أذاناً أمسك وإلا أغار". رواه مسلم وغيره عن أنس. وسيأتي بنحوه عند المصنف برقم (١٢٣٤)، وفي معناه أحاديث، وقد أشار أبو داود إلى ما ذكرته من المعنى بإيراده إياه مع حديث ابن عمر في "باب دعاء المشركين".
وقد أفصح عن ذلك الإمام النووي بترجمته للحديث بقوله: "باب جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام من غير تقدم الإعلام بالإِغارة".
ولذلك فإني أقول: لقد أساء بعض المعاصرين من كُتَّاب "السيرة" بإقدامه على إنكاره لهذا الحديث (النبيل)، وتضعيفه إياه لمجرد أنه فَهِم منه أنه - صلى الله عليه وسلم - باغت القوم، وما عُرضت عليهم دعوة الإسلام، وليس في الحديث شيء من ذلك كما ترى، فما دام أنه قد صح عند أئمة الحديث، فيجب أن يُفسر وفق الأحاديث الأخرى المتضمنة للدعوة عند مباشرة القتال أو قبله، ولذلك فالكاتب المشار إليه، إنما يرد على فهمه للحديث، وهو به حري، والحديث نفسه في منجاة منه، وله من مثل هذا الرد الشيء الكثير، هو وأمثاله من الكتاب هدانا الله وإياهم، انظر مقدمة "فقه السيرة" للأستاذ الفاضل محمد الغزالي (ص ٩ - ١٣ - الطبعة الثانية).
ومثل هذا الحديث ما سيأتي في قصة فتح خيبر برقم (١٢٣٤) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى قوماً بليلٍ؛ لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>