للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لَيُصيبَنَّ أقْواماً سَفْعٌ من النارِ، بذنُوبٍ أصابُوها عقوبةً، ثم يُدْخِلُهُمُ اللهُ الجنَّةَ بِفَضْلِ رحمتهِ، يُقالُ لهم: الجَهنَّمِيُّونَ (وفي روايةٍ: فيسميهم أهلُ الجنةِ الجهنميين ٧/ ٢٠٢) ".

٢٦ - باب قوْلِ الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}

(قلتُ: أسند فيه حديث ابن مسعود المتقدم برقم ١٩٥٧/ ج ٣).

٢٧ - باب ما جاءَ في تَخْليقِ السَّماواتِ والأَرْضِ وغيرها من الخلائق

وهو فعلُ الربِّ تبارك وتعالى وأمْرُهُ، فالربُّ بِصفاتِهِ وفعلِهِ وأمْرِهِ، وهْو الخالِقُ، هُوَ المُكَوِّنُ غيْرُ مخلوقٍ، وما كانَ بفعلِه وأمرِهِ وتخليقِه وتكوينِه فهو مفعولٌ ومخلوقٌ ومكوَّنٌ (٣٠).

(قلتُ: أسند فيه طرفاً من حديث ابن عباس المتقدم "ج١/ ٤ - الوضوء/ ٥ - باب").


(٣٠) قلت: يشير الإمام البخاري رحمه الله تعالى إلى مسألة دقيقة من علم التوحيد، وهي أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق، ولذلك قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في "اجتماع الجيوش الإسلامية" تعليقاً على هذا الباب (ص ٩٤):
"وهذه الترجمة من أدلِّ شيء على دقة علمه، ورسوخه في معرفة الله تعالى، وأسمائه وصفاته. وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول، وقيام أفعال الرب عزَّ وجلَّ به، وأنها غير مخلوقة، وأن الخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه، ففصّل النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل، وأبينه وأوضحه، إذ فرق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالرب سبحانه، وما لا يقوم به، وبين أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه، ليست منفصلة خارجة مكَّونة، بل بها يقع التكوين، فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء. وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة، وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرَّح به في "كتاب خلق أفعال العباد"، وجعله قول العلماء مطلقاً، ولم يذكر فيه نزاعاً إلا الجهمية، وذكره البغوي إجماعاً من أهل السنة، وصرَّح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>