"وهذه الترجمة من أدلِّ شيء على دقة علمه، ورسوخه في معرفة الله تعالى، وأسمائه وصفاته. وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول، وقيام أفعال الرب عزَّ وجلَّ به، وأنها غير مخلوقة، وأن الخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه، ففصّل النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل، وأبينه وأوضحه، إذ فرق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالرب سبحانه، وما لا يقوم به، وبين أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه، ليست منفصلة خارجة مكَّونة، بل بها يقع التكوين، فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء. وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة، وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرَّح به في "كتاب خلق أفعال العباد"، وجعله قول العلماء مطلقاً، ولم يذكر فيه نزاعاً إلا الجهمية، وذكره البغوي إجماعاً من أهل السنة، وصرَّح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة" اهـ.