كلما وقفَ وقفَ معه، وإذا أسرعَ أسرعَ معة، قالَ: فَجُرِحَ الرجُلُ جُرْحاً شديداً، فاستَعْجَلَ الموتَ، فوَضَعَ نَصْلَ (وفي روايةٍ: نصاب) سيفه في الأرضِ، وذُبابَهُ بينَ ثَدْيَيْهِ، ثم تحامَلَ على سيفِهِ، [حتى خَرَجَ مِن بينِ كَتِفَيْهِ]، فقتَلَ نفسَهُ، فخرج الرجلُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -[مُسْرِعاً]، فقالَ: أشهَدُ أنك رسولُ الله، قالَ:"وما ذاك؟ ". قالَ: الرجُلُ الذي ذكرتَ آنفاً أنَهُ مِن أهلِ النارِ، فاعظمَ الناسُ ذلك (وفي روايةٍ: قالَ: قلتَ لفلانٍ:" من أحبً أن ينظرَ إلى رجُل مِن أهلِ النار؛ فلينظُر إليهِ"، وكانَ مِن أعظمِنا غَناءً في المسلمينَ، فعَرَفْتُ أنهُ لا يموتُ على ذلك)، فقلتُ: أنا لَكُمْ بهِ، فخرجْتُ في طَلَبِهِ، ثم جُرِحَ جُرْحاً شديداً، فاسْتَعْجَلَ الموتَ، فوَضَعَ نصْلَ سيفهِ في الأرضِ، وذُبابَهُ بينَ ثَدْيَيْهِ، ثم تحامَلَ عليهِ، فقَتَلَ نفسَهُ، فقالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك:"إن الرجُلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهلِ الجنةِ فيما يبدو للناسِ؛ وهو مِن أهلِ النارِ، وإنَ الرجُلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهلِ النارِ فيما يبدو للناسِ؛ وهو مِن أهلِ الجنًةِ، [وانما الأعمالُ بخَواتيمِها] ".
١٢٨٢ - عن سَلَمةِ بنِ الأكوعِ رضي الله عنه قالَ: مَر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على نَفَرٍ مِن أسْلَمَ يَنْتَضِلونَ (٤٣)[بالسُّوقِ ٣/ ١٥٦]، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: