للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إنك لن تُخلَّفَ، فتعملَ عملاً صالحاً [تبتغي به وجهَ الله] إلا ازددتَ به درجةً ورِفعةً، ثمَّ لعلك أن تُخَلَّفَ (٢٢) حتى ينتفِعَ بك أقوامٌ، ويُضَرَّ بك آخرون، اللهم أمْضِ لأصحابيِ هِجرتَهم، ولا تردَّهم على أعقابهم، لكنِ البائسُ (٢٣) سعدُ ابنُ خولة". [قال سعد: ٧/ ١٦٠] (٢٤) يَرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ مات بمكة. [قال سفيان: وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي ٨/ ٦].

٣٧ - باب ما يُنهى مِنَ الحَلْقِ عندَ المُصيبةِ

٢٠٧ - عن أبي بُرْدةَ بن أَبي موسى رضي الله عنه قال: وَجِعَ أبو موسى وجَعاً، فغُشيَ عليه، ورأسه في حَجْرِ (٢٥) امرأةٍ من أهلهِ، فلم يستطعْ أنْ يرُدَّ عليها شيئاً، فلمَّا أفاقَ قالَ: أنا بَريءٌ ممَّن بَرِىءَ منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَرِىءَ من الصَّالقةِ (٢٦)، والحالقةِ، والشَّاقَّةِ.

٣٨ - باب ليسَ منَّا مَن ضرَبَ الخُدودَ

(قلت: أسند فيه حديث ابن مسعود المتقدم برقم ٦٢٥).


(٢٢) فيه دخول (أن) على خبر (لعل) وهو قليل، أي: إنك لن تموت بمكة.
(٢٣) البائس الذي عليه أثر البؤس؛ أي: شدة الفقر والحاجة.
(٢٤) قلت: هذه الزيادة ذهل عنها الحافظ، فلم يتعرض لذكرها، بل إنه من أجل أنه لم يستحضرها عند شرح الحديث ذهب إلى أن قوله: "يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة" مدرج في الحديث، وأنه من قول الزهري رحمه الله! وليس كذلك بل هي من الحديث كما يدل عليه سياقه، ويؤكده هذه الزيادة الثابتة في "الصحيح" وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة على دقة هذا "المختصر"، وكثرة فوائده. فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
و (سعد) في هذه الزيادة هو ابن أبي وقاص راوي الحديث.
ثم رأيت ابن حجر تنبه لهذا الذي ذكرته، فذكر الزيادة، وقال: "فلا ينبغي الجزم بإدراجه". انظر "الفتح" (٥/ ٣٦٥).
٢٥٧ - هذا معلق عند المصنف، وقد وصله مسلم، وأبو يعلى.
(٢٥) بتثليث حاء (حجر)، أي: حضنها. زاد مسلم: "فصاحت".
(٢٦) هي الرافعة صوتها في المصيبة. (والحالقة): التي تحلق شعرها. (والشاقة): التي تشقّ ثوبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>