٣٦ - باب رَثى (٢١) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَعْدَ بنَ خَولةَ
٦٢٦ - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالَ:
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعوُدُني عام حَجةِ الوَداع [وأنا بمكةَ ٣/ ١٨٦] من وجع اشتدَّ بي [أشفيتُ منه على الموتِ ٤/ ٢٦٧]، [وهو يكرهُ أن يموت بالأَرض التي هاجر منها]، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع [ما ترى ٧/ ٩]، وأنا ذو مال، ولا يرثُني إلا ابنةٌ [واحدة]، [أوصي بمالي كلِّهِ؟ قالَ:"لا"، قالْ ٦/ ١٨٩]: أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مالي [وأترك الثلثَ؟ ٧/ ٦] قَالَ: "لا"، فقلت: بالشطر (وفيْ روايةٍ: بالنصف وأترك النصفَ)، فقال:"لا"، [قلت: فأوصي بالثلث، وأترك لها الثلثين؟]، قالَ:
"الثلثُ، والثلث كثير، إنك أن تَذَرَ (وفي روايةٍ: تَدَعَ) وَرَثَتَكَ أغنياءَ خيرٌ من أن تذرهم عالَةً يتكفَّفونَ الناس [في أيديهم]، وإنك لن تُنفِقَ نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ بها، (وفي روايةٍ: فهو لك صدقة)؛ حتى ما تجعل في في (وفي روايةٍ: فَمِ ١/ ٢٠) امرأتِك"، [ثم وضع يده على جبهتِه، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال:
"اللهم اشْفِ سعداً، وأتمم له هجرته"، فما زلتُ أجد برده على كبدي فيما يُخالُ إليَّ حتى الساعة]، فقلت: يا رسولَ الله! أُخلَّفُ بعد أصحابي؟ (وفي روايةٍ: ادع الله أن لا يردَّني على عقبي ٣/ ١٨٧)، قال:
(٢١) وروي بابُ "رثاءِ النبي" بالإضافة، أي: توجعه عليه الصلاة والسلام وتحزنه على سعد رضي الله عنه.