نَمْ، فنامَ، ثم ذهبَ يقومُ، فقال: نم، فلما كان من آخرِ الليلِ قال سلمانُ: قمِ الآنَ. فصَلّيا، فقال لهُ سلمانُ:
إنَّ لِرَبِّكَ عليكَ حقّاً، ولِنفسِكَ عليكَ حقاً، ولأَهْلِكَ عليكَ حقاً، فأَعْطِ كُلَّ ذي حق حَقَّهُ. فَأَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذكر ذلك له، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، فما رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اسْتَكْمَلَ صيامَ شهرٍ إلا رمضانَ، وما رأَيتُهُ أكثرَ صياماً منهُ في شعبان.
(وفي روايةٍ عنها قالت:
لم يَكُنِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصومُ شهراً أكثرَ من شعبانَ؛ فإنَّهُ كانَ يصومُ شعبانَ كُلَّهُ، وكانَ يقولُ:
"خُذوا منَ العمَلِ ما تُطيقونَ، فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا". وأَحَبُّ الصَّلاةِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما دُووِمَ عليهِ؛ وإنْ قَلَّتْ، وكانَ إذا صَلَّى صلاةً داومَ عليها).
٥٣ - باب ما يذكَرُ من صومِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإفطارِهِ