للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في البحرِ، فقضى حاجَتَهُ؛ ثم التمسَ مَرْكَباً يَرْكَبُها يَقْدَمُ عليهِ؛ للأجَلِ الذي أجَّلَهُ، فلم يجد مركباً، فأخَذَ خَشَبَةً، فنَقَرها، فأدخَلَ فيها ألف دينارٍ

٣٦٠ - و [كَتَب ٧/ ١٣٥] صحيفةً منهُ إلى صاحِبِهِ [من فلانٍ إلى فلانٍ]، ثمَّ زَجَّجَ (١) موضِعَها، ثم أتى بها إلى البحرِ، فقال: اللهمَّ! إنَّك تَعْلَم أني كنت تَسَلَّفْتُ فلاناً ألفَ دينارٍ، فسألني كفيلاً، فقلتُ: كفى بالله كفيلاً، فرضِيَ بك، وسألني شَهيداً، فقلتُ: كفى بالله شهيداً، فرضيَ بكَ، وإنِّي جَهَدْتُ أنْ أجِدَ مَرْكباً أبعَثُ إليه الذي لهُ، فلم أقْدِرْ، وإني أستَودِعُكَها، فرمى بها في البحرِ، حتى ولَجَتْ فيه، ثم انصرفَ، وهو في ذلك يلْتَمِسُ مركباً يَخْرُجُ إلى بلدِهِ، فخَرَجَ الرجُلُ الذي كانَ أسْلَفَهُ ينظُرُ، لعَلَّ مَرْكباً قد جاءَ بمالِه، فإذا بالخَشَبَةِ التي فيها المالُ، فأخَذَها لأهلِهِ حطباً، فلمَّا نَشَرها، وجَدَ المالَ والصَّحيفةَ، ثمَّ قَدِمَ الذي كان أسْلَفَهُ، فأتى بالألفِ دينارٍ، فقالَ: والله ما زلتُ جاهداً في طَلَبِ مَرْكَبٍ لآتِيَكَ بمالِك، فما وجَدْتُ مركباً قبلَ الذي أتيتُ فيه. قال: هل كنتَ بعَثْتَ إليَّ بشيءٍ؟ قالَ: أُخْبِرُكَ أنِّي لم أجِدْ مَرْكباً قبل الذي جِئتُ فيه. قالَ: فإنَّ الله قد أدَّى عنكَ الذي بعثتَ في الخَشَبَةِ، فانصَرِفْ بالألف الدينارِ راشداً.

٢ - بابُ قولِ اللهِ تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}

١٠٧٢ - عن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهما: {ولِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ}؛ قالَ: وَرَثَةً، {والذينَ عَقَدَتْ أيْمانُكُم}؛ قال: كان المهاجرون لمَّا قَدِموا المدينةَ يَرِثُ


٣٦٠ - هذه الزيادة والتي بعدها معلقة أيضاً عند المصنف، وقد وصلها في "الأدب المفرد" بسند فيه ضعف.
(١) أي: سوى موضع النقر وأصلحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>