٦٩٠ - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
"مَثَلُ البخيلِ والمنفِقِ (وفي روايةٍ: والمتصدِّق ١/ ١٢٠)، كمثلِ رَجلَينِ عليِهما جبَّتانِ (وفي روايةٍ: جُنَّتان) من حديدٍ، [قد اضطَرَّت أيديهما ٧/ ٣٧] من ثُديِّهما (١٣) إلى تَراقِيهِما، فأمَّا المنفِق فلا ينفِقُ إلا سبَغتْ أو وفَرَتْ على جِلْدِهِ؛ حتى تُخفيَ بَنانَهُ، وتعْفُوَ أثَرَهُ، وأمَّا البخيلُ فلا يُريدُ أن ينفِقَ شيئاً إلا لَزقَت كلُّ حَلْقةٍ مكانَها، [وانْضَمَّتْ يداه إلى تراقيه ١/ ٢٣١]، فهو [يجتهد أن] يُوَسِّعَها ولا تتَّسع".
[قال أبو هريرةَ: فأنا رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بإصبَعِه: هكذا في جَيْبه، فلو رأيتَه يوَسِّعها، ولا تتوَسَّع].
٣٢ - باب على كلِّ مسلمٍ صدَقةٌ، فمن لم يجدْ فليعمَل بالمعروفِ
(١٣) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية مشددة: جمع (ثدي) كفلس، وهو للمرأة، وقد يقال للرجل. و (التراقي) جمع ترقوة، وزنها فعلوة بفتح الفاء وضم اللام، وهي: العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين. ولا يكون في غير الإنسان. ومعنى (سبغت أو وفرت) على اختلاف الروايتين: كملت.