للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٣٥ - عن أسلمَ أنَّ عُمرَ بنَ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه استعملَ مولىً لهُ يُدْعى هُنَيّاً على الحِمَى (١٠٤)، فقالَ: يا هُنَيُّ! اضمُمْ جَناحَكَ عن المسلمينَ، واتَّقِ دعوةَ المظلومِ، فإنَّ دعوةَ المظلومِ مُستجابةٌ، وأدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ (١٠٥)، ورَبَّ الغُنَيْمَةِ، وإيايَ ونَعَمَ ابنِ عوفٍ، ونَعَمَ ابنِ عفانَ، فإنهما إنْ تَهْلِكْ ماشيَتُهما يرجِعانِ إلى نخلٍ وزرعٍ، وإنَّ ربَّ الصُّرَيْمَة، وربَّ الغُنَيْمةِ؛ إنْ تهلِكْ ماشيَتُهما يَأْتنِي بِبَنِيهِ، فيقولُ: يا أميرَ المؤمنين! يا أميرَ المؤمنين! أفتارِكُهم أنا لا أبا لكَ؟! فالماءُ والكلأُ أيسرُ عليَّ مِن الذهَبِ والوَرِقِ، وايمُ اللهِ إنَّهُم لَيَرَوْنَ أنِّي قد ظَلَمْتُهم؛ إنَّها لَبِلادُهم، فقاتلوا عليها في الجاهليةِ، وأسلَموا عليها في الإِسلامِ، والذي نفسي بيدِهِ، لولا المالُ الذي أحمِلُ عليه في سبيلِ اللهِ؛ ما حَمَيْتُ عليهم مِنْ بلادِهِم شبراً.

١٨١ - بابُ كتابةِ الإمامِ الناسَ

١٣٣٦ - عن حذيفةَ رضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

"اكْتُبوا لي مَن تَلَفَّظَ بالإِسلامِ منَ الناسِ"، فكَتَبْنا لهُ ألفاً وخَمْسَمِائةٍ (وفي روايةٍ: فوجدناهم خَمْسَمِائةٍ. ٤٨٠ - وفي أخرى معلقة: ما بينَ سِتِّمِائةٍ إلى سَبعِمِائةِ) رجُلٍ، فقلنا: نخافُ ونحنُ ألفٌ وخمسُمِائَةٍ (١٠٦)؟! فلقد رأيتُنا ابتُلِينَا؛ حتى إنَّ الرجلَ


(١٠٤) هو موضع يعينه الإمام لنحو نَعَمِ الصدقة ممنوعاً عن الغير.
(١٠٥) هي القطيعة القليلة من الإبل.
٤٨٠ - قلتُ: وهي معلقة عند المصنف، وقد وصلها مسلم وأحمد والنسائي وغيرهم، والرواية الأولى هي الراجحة كما بينه الحافظ.
(١٠٦) أي: هل نخاف؟! وقوله: "وهو خائف"؛ أي: مع كثرة المسلمين، ولعله أشار إلى ما وقع =

<<  <  ج: ص:  >  >>