للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٩٥ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}. قُلْتُ: يَقُولُونَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ}. فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِى قُلْتَ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَاّ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ قَالَ: «جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى هَبَطْتُ، [فاسْتَبْطَنْتُ الوادى ٦/ ٧٥] , فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عَنْ شِمَالِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَرَأَيْتُ شَيْئًا، (ومن طريق أخرى عن أَبي سَلَمَةَ ابنِ عبدِ الرحمنِ عنهُ قالَ [رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم ٦/ ٨٩]: وهُو يحَدِّث عن فَتْرَةِ الوَحْيِ، فقالَ فى حديثِهِ: بَيْنَما أَنَا أَمْشِى سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ١/ ٤) فرفعتُ رأسي (وفى روايةٍ: بَصَرِى قِبَلَ السَّمَاءِ , فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِى بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِىٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجُئِثْتُ (٢٠٢) (وفى روايةٍ أخرى: فَرُعِبْتُ مِنْهُ , حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ٦/ ٧٥ - ٧٦) , فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِى (وفى روايةٍ: زَمِّلوني زَمِّلوني) وَصُبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا، قَالَ: فَدَثَّرُونِى , (وفى روايةٍ: فزَمَّلوني) , وَصَبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا , فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. [وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ (*) فَاهْجُرْ]} [قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ] , [قالَ أَبو سَلَمَة: (والرِّجْزُ): الَأوْثانُ [التي كانَ أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ يَعْبُدونَ، قالَ] ثُمَّ حَمِيَ الوَحْيُ وتَتابَعَ].

١ - بابُ قولِهِ {قُمْ فَأَنْذِرْ}


(٢٠٢) على صيغة المجهول، من (الجأث)، وهو الفزع، والرواية الأخرى تفسره.
(*) و (الرِّجز) بالكسر، وهو العذاب كما يأتي في الباب (٥)، وقرأ حفص عن عاصم بضم الراء.
قال أبو عبيدة: هما بمعنى، ويروى عن مجاهد والحسن بالضم: اسم الصنم، وبالكسر: اسم العذاب؛ كما في "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>