للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلم]، قالَ: وحبَسناهُ على خَزيرةٍ (٢٤) صنَعناها لهُ، [فسمع أهلُ الدار (٢٥) رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي] قالَ: فثابَ (٢٦) في البيتِ رجَالٌ من أهلِ الدار ذوُو عدَدٍ، فاجتمعوا، فقالَ قائلٌ منْهم: أين مالكُ بنُ الدُّخَيشِن أو ابن الدُخْشُن؟ فقالَ بعضُهم: ذلكَ منافقٌ لا يُحبُّ اللهَ ورسولَه، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

"لا تقُل ذلكَ، ألَا تَراهُ قد قالَ: لا إلهَ إلا الله، يُريدُ بذلك وَجهَ اللهِ؟ ".

قالَ: الله ورسولُه أعلَمُ، قالَ: [أما نحن] فإنا نَرى وجهَهُ (٢٧) ونصيحتَه إلى المنافقينَ، قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

" فإن الله قد حرَّمَ على النَّار مَن قال: لا إلهَ إلَاّ الله؛ يبتغي بذلكَ وجهَ اللهِ".

[قال محمود: فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب- صاحب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوته التي توفي فيها، ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم، فأنكرها عليَّ أبو أيوب؛ قال: والله ما أظنُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال ما قلتَ قط، فكَبُرَ ذلك عليّ، فجعلتُ لله عليَّ إن سَلَّمني حتى أَقْفُلَ من غزوتي أن أسأل عنها عِتبانَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه- إن وجدته حياً - في مسجد قومه، فقفلتُ، فأهللت بِحَجةٍ أو بعُمرة، ثم سرت حتى قدمتُ المدينةَ، فأتيت بني سالمٍ، فإذا عِتبانُ شيخٌ أعمى يصلي لقومه، فلما سلم من الصلاة سلمتُ عليه، وأخبرته من أنا، ثم سألته عن ذلك الحديث؟ فحدَّثنيه كما حدثنيه أولَ مرة ٢/ ٥٦].


(٢٤) لحم يقطع صغاراً، يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة.
(٢٥) أي: المحلة.
(٢٦) أي: اجتمعوا بعد أن تفرقوا.
(٢٧) أي: توجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>