(٥٨) قال الحافظ: هذه المساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجد ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاء، يعرفها أهل تلك الناحية. قلت: وتتبعها من أجل الصلاة فيها مما نهى عنه عمر، خلافاً لصنيع ابنه، وهو أعلم منه قطعاً، فقد ثبت أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان، فسأل عن ذلك؟ فقالوا: قد صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: من عرضت له الصلاة فليصل، وما لا فَلْيَمْضِ، فإنما هلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم، فاتخذوها كنائس وبيعاً. قلت: وهذا من علمه وفقهه رضي الله عنه. وتجد تخريج هذا الأثر مع بيان حكم تتبع آثار الأنبياء والصالحين في فتوايَ المطبوعة في آخر كتاب "جزيرة فيلكا وخرافة أثر الخضر فيها" للأستاذ أحمد بن عبد العزيز الحصين/ نشر الدار السلفية في الكويت (ص ٤٣ - ٥٧)، فلتراجع فإنها هامة.