للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" [إذا كانَ يومُ القيامَةِ] يُنادِي مُنادٍ: لِيَذْهَبْ كلُّ قوْمٍ إلى ما كانوا يَعْبُدُون، فيَذْهبُ أَصْحابُ الصَّليبِ معَ صَليبِهِمْ، وَأَصْحابُ الأَوْثانِ مَعَ أوْثانِهِمْ، وَأَصحاب كُلِّ آلِهةٍ مع آلِهَتِهم، [فلا يبقى مَنْ كانَ يعبُدُ غيرَ اللهِ مِنَ الأصْنامِ والأنْصَابِ إلا يتساقطون في النارِ]، حتى يبْقى مَنْ كانَ يَعْبُدُ الله مِنْ بَرّ أَوْ فاجِرٍ، وَغُبَّراتٍ (٢٢) مِنْ أهْلِ الكِتابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كأَنَّها سَرابٌ [يَحْطِمُ بعضُها بعضًا]، فيُقالُ لِلْيَهُودِ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَا نَعْبُدُ عُزَيْرَ بنَ اللهِ، فيُقال: كَذَبْتُم، لم يكنْ للهِ (وفي روايةٍ: ما اتخذَ اللهُ مِنْ) صاحِبةٌ ولا ولَدٍ، فما تُريدون؟ قالوا: [عطشنا]، نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنا، فيُقالُ: اشْربُوا، فيَتَساقَطُون في جَهَنَّم، ثُمَّ يُقالُ لِلنَّصارى: ما كُنْتُم تَعْبدون؟ فيَقُولونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المسيحَ بنَ الله، فَيُقالُ: كَذَبْتُم لم يكنْ للهِ (وفي روايةٍ: ما اتخذ الله من) صاحِبة ولا ولد، فما تُرِيدُون؟ فيقُولون: [عطشنا] نُريدُ أنْ تَسْقِيَنا، فيُقالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَساقَطُون، حَتَّى يَبْقى من كانَ يعبدُ اللهَ من بَرٍّ أو فاجرٍ، فيُقالُ لهم: ما يَحْبِسُكُم وقد ذهب الناسُ؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحْوجُ مِنا إليهِ (٢٣) اليومَ، وإنّا سمعنا مُناديا يُنادي: لِيلْحَقْ كلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون، وإنّما


(٢٢) أي: بقايا، جمع غُبَّر: جمع غابر. اهـ.
(٢٣) كذا الأصل بضمير الإفراد في جميع النسخ، ولا مرجع له على نسختنا الاستانبولية، قال: "ولفظ الحديث في "تفسير سورة النساء": (قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم) "-كما قال المعلق-.
قلت: وهذا المعنى واضح، وإسناده أصح منه هنا، فإن فيه (سعيد بن أبي هلال)، وكان اختلط، لكن قد رواه من طريقه ابنُ منده في "الإيمان" (٣/ ٧٧٩ - ٧٨٠) بلفظ:
"قد فارقناهم ونحن أحوج إليهم منا اليوم"، وهذا قريب من اللفظ المذكور، ولكني أخشى أن يكون من تصحيح بعض النساخ، أو المعلق؛ كما فعل ابن حبان، فإنه رواه أيضاً من طريقه (٧٣٣٣) دون قوله: "ونحن أحوج إليهم منا اليوم"، فأظن أنه تعمد حذفها لما فيها من الإشكال، ولعل مسلماً لم يسق لفظ سعيد بن أبي هلال بتمامه لهذا الإشكال. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>