للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي ذمةً وعهداً، فما بالُ فلانٍ لطَمَ وجْهي؟!)، فدَعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المُسْلِمَ، فسألهُ عن ذلك؟ (وفي الرواية الأخرى: فقالَ: لمَ لَطَمْتَ وجهَهُ؟!)، فأخبَرَهُ، فـ[غضبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى رُئي في وجهه، ثم] قال:

"لا تُخَيِّروني على موسى، فإنَّ الناسَ يَصْعَقونَ (٢) يومَ القيامَةِ (وفي روايةٍ: لا تُفضِّلوا بين أنبياءِ اللهِ، فإنَّه يُنْفَخُ في الصورِ، فيَصْعَقُ مَن في السماواتِ ومن في الأرضِ إلا مَن شاءَ الله)، فأَصْعَقُ معهم، [ثم يُنْفَخُ فيه أخرى]، فأكونُ أوَّلَ من يُفيقُ، فإذا موسى باطِشٌ [بـ] جانبِ (وفي روايةٍ: آخذٌ بـ) العرشِ، فلا أدري؛ أكان فيمَن صَعِقَ فأفاق قبلي، أو كانَ ممَّنِ استثنى الله؟ ". (وفي روايةٍ: فلا أدري أحوسِبَ بصعقته يوم الطورِ أم بُعث قبلي؟ ولا أقولُ: إنَّ أحداً أفضلُ (وفي طريق أخرى: لا ينبغي لعبدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونسَ بنِ متَّى)، [مَن قالَ أنا خيرٌ مِن يونُسَ بنِ متَّى فقد كَذَبَ ٥/ ١٨٥] (٣).

١١١٠ - عن أبي سعيدٍ الخُدْري رضي الله عنه قال: بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ، جاء يهوديٌّ، فقالَ: يا أبا القاسمِ! ضرَبَ وجهي رجُلٌ مِن أصحابكَ، فقالَ: "مَن؟ ". قالَ: رجلٌ مِن الأنصارِ. قالَ: "ادْعوهُ". فقالَ: "أضَرَبْتَهُ؟ (وفي روايةٍ: لِمَ لَطَمْتَ وجهَهُ؟ ٥/ ١٩٦) ". قالَ: سَمِعْتُه بالسُّوقِ يَحْلِفُ: والذي اصطفى موسى على البشرِ. قلت: أيْ خبيثُ! على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟! فأخذتني غضبةٌ،


(٢) أي: يغمى عليهم من الفزع.
(٣) قلت: في إسناد هذه الروايةٍ: "فليح"، وهو: "ابن سليمان المدني"؛ قال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الخطإ"، لكن له طريق آخر في "المسند" (٣/ ٤٥٠ - ٤٥١)، والترمذي وصححه (٣٢٤٠)، فهو به قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>