للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثالثها: في تعبيره بالمركب، فإن الصواب التعبير بالتركيب؛ وذلك لأنك إذا قلت: هلك الأسد. تريد (١) أن الشجاع مَرِض مرضًا شديدًا، فهذا (٢) مجاز واقع في المركب لا في النسبة، وليس هذا هو المراد (٣)، بل كل مجاز في غير النسبة فهو في مركب، فإن "الأسد" مع قولك: ("رأيت"، في قولك) (٤): رأيت الأسد - مركب؛ لانضمام غيره إليه. وهذا الإيراد إذا انقدح على التعبير بالمركب لدخوله فيه، وَرَد على التعبير بالمفرد لخروجه منه (٥) (٦).


(١) في (ت): "مريدًا".
(٢) في (ت): "فهو".
(٣) أي: أن الماتن قصد بقوله: المجاز في المركب - مجاز النسبة، أي: أن النسبة بين المسند والمسند إليه مجازية، والتعبير بالمركب لا يؤدي هذا المعنى؛ لأن معنى المجاز المركب هو المجاز الواقع في كلام مركب، لا في لفظ مفرد، فمثلًا قولنا: هلك الأسد، إذا أردنا بالهلاك المرض الشديد، وبالأسد الرجل الشجاع، فإن هذا المجاز مجازٌ مركب، مع أنه ليس واقعًا في النسبة؛ لأن نسبة المرض الشديد إلى الرجل الشجاع حقيقية، وإنما المجاز وقع في لفظَيْ: هلك، والأسد، وهما جملة مركبة. فعلى هذا يكون تعبير المصنف بالمركب ليس مانعًا؛ لأنه يُدخل في القسم الثاني ما ليس منه، فالأولى التعبير: بالتركيب.
(٤) سقطت من (ت).
(٥) انظر أقسام المجاز في: المحصول ١/ ق ١/ ٤٤٥، التحصيل ١/ ٢٣٢، الحاصل ١/ ٣٥٢، نهاية السول ٢/ ١٦٢، السراج الوهاج ١/ ٣٥٥، مناهج العقول ١/ ٢٦٤، نهاية الوصول ٢/ ٣٤٠، شرح تنقيح الفصول ص ٤٥، بيان المختصر ١/ ٢٠٤، فواتح الرحموت ١/ ٢٠٨، شرح الكوكب ١/ ١٨٤.
(٦) قوله: "لدخوله فيه" أي: لدخول المجاز في المركب في القسم الثاني الذي هو مجاز =

<<  <  ج: ص:  >  >>