للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثاني: من الوجهين المذكورين في الكتاب: أن العرب استعملتها في الحصر كقول الأعشى وهو عبد الله بن الأعور المازني الصحابي (١) - رضي الله عنه -:

ولستَ بالأكْثرِ منهم حَصىً (٢) ... وإنما العزَّةُ للكاثِرِ (٣)


(١) هذا سهو من الشارح رحمه الله تعالى فالأعشى هو ميمون بن قيس، من سعد بن ضُبيعة بن قيس، ويكنى أبا بصير، وكان أعمى، وكان جاهليًا قديمًا، وأدرك الإِسلام في آخر عمره، ورحل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُسْلم، فقيل له: إنه يُحَرِّم الخمر والزنا، فقال: أتمتع منهما سنةً ثم أُسْلِمُ. فمات قبل ذلك بقرية باليمامة. انظر: الشعر والشعراء ١/ ٢٥٧. وفي شرح شواهد المغني (٢/ ٩٠٣) قال السيوطي عن هذا البيت: "هذا من قصيدة للأعشى ميمون يهجو بها عَلْقَمة بن عُلاثة، ويمدح عامر بن الطفيل".
(٢) أي: عددًا. قال الجوهري ٦/ ٣١٥، مادة (حصا): "وأحصيتُ الشيءَ عددتُه. وقولهم: نحن أكثر منهم حَصَىً، أي: عددًا". قال صاحب اللسان ٥/ ١٣٢: "الأكثر ههنا (يعني في قول الشاعر: ولستَ بالأكثر منهم). بمعنى الكثير، وليست للتفضيل؛ لأن الألف واللام و"مِنْ" يتعاقبان في مثل هذا. قال ابن سِيدة: وقد يجوز أن تكون للتفضيل وتكون "مِن" غير متعلِّقة بالأكثر". قال ابن عقيل في شرح الألفية ٢/ ١٨٠ في تخريج كون "الأكثر" للتفضيل: ". . . يخرج على زيادة الألف واللام، والأصل ولستَ بأكثر منهم، أو جَعْلِ "منهم" متعلِّقًا بمحذوف مجرد عن الألف واللام، لا بما دخلت عليه الألف واللام، والتقدير: ولست بالأكثرِ أكثرَ منهم". وانظر: شرح الشواهد للعيني ٣/ ٤٧، والحاصل أن "الأكثر" هنا للتفضيل ولكن بالتأويل؛ لأنه يمتنع اجتماع "أل" مع "مِنْ" في التفضيل، أو نقول بأن البيت شاذ ليس على النهج الذي يجري عليه سائر كلام العرب.
(٣) أي: للكثير. انظر: الصحاح ٢/ ٨٠٣، لسان العرب ٥/ ١٣٢، مادة (كثر). قال الصبان في حاشيته على الأشموني ٣/ ٤٧: "وإنما العزة للكاثر: أي للفائق في الكثرة، مِنْ كَثَره بالتخفيف إذا غَلَبَه في الكثرة، فقول البعض تبعًا للعيني، أي: الكثير، فيه مساهلة". قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد: الكاثر: يجوز أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>