للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي ذكرناها (١) فالمُشْعِر (٢) بالأمر النفسي الألفاظ المقترنة بقول القائل: افعل، أم هي في حكم التفسير لقول القائل: افعل، وهذا تردد قريب (٣).

ثم ما نقله النَّقَلة يختص بقرائن المقال على ما فيه من الخَبْط (٤)، فأما قرائن الأحوال فلا ينكرها أحد (٥). وهذا هو التنبيه على سر مذهب أبي الحسن، والقاضي، وطبقة الواقفية" (٦). هذا كلام إمام الحرمين.

ثم قال المصنف: صيغة "افعل" تَرِد لستة عشر معنى:

الأول: الإيجاب، كقوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (٧).

الثاني: الندب، كقوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (٨)


(١) وهي: حتمًا، وواجبًا.
(٢) هكذا في جميع النسخ، وفي البرهان ١/ ٢١٤: ما المشعر. وكلاهما صحيح, لأن قوله: "فالمشعر بالأمر النفسي الألفاظ المقترنة. . .". تقديره: فالمشعر بالأمر النفسي هل هو الألفاظ المقترنة. . . إلخ.
(٣) يعني: هل الأمر النفسي مستفادٌ مِنْ صيغة: افعل، ويكون: حتمًا وواجبًا - تفسيرًا لكلمة: افعل، أم الأمر مستفاد من الألفاظ المقترنة وهي: حتمًا وواجبًا؟ وهذا تردد قريب.
(٤) يعني الذين نقلوا مذهب الشيخ يختص نقلهم بقرائن المقال، ونقلهم عن الشيخ فيه خبط.
(٥) قرائن المقال: هي الألفاظ الدالة على المعنى. وأما قرائن الأحوال: فهي حال المتكلم، كأن يكون ملكًا فيفيد أمره الوجوب مثلًا.
(٦) انظر: البرهان ١/ ٢١٣ - ٢١٥.
(٧) سورة الأنعام: الآية ٧٢.
(٨) سورة النور: الآية ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>