للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن الكتابة مستحبة لهذه الآية (١)، وحكى صاحب "التقريب" قولًا للشافعي أنها واجبة إذا طلبها العبد (٢).

قوله: "ومنه" أي: ومن المندوب التأديب (٣)، كقوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن أبي سلمة (٤): "كُلْ مما يليك"، رواه البخاري ومسلم (٥) (٦)؛ فإن الأدب مندوب إليه، وقد جعله بعضهم قسيمًا للمندوب، والحق أن افتراقهما افتراقُ العامِّ والخاص (٧)؛ لما ذكرناه.


(١) انظر: التفسير الكبير ٢٣/ ٢١٨، الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ٢٤٥.
(٢) سقطت من (ت)، و (غ).
(٣) وعَبَّر عنه بعضهم بالأدب. انظر: البحر المحيط ٣/ ٢٧٦.
(٤) هو عمر بن أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو حفص القرشيُّ المخزوميُّ المدنيُّ الحبشيُّ المولد. ربيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وابن أخيه من الرضاع. ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر. أمَّره علي - رضي الله عنه - في خلافته على البحرين، وطال عمره حتى أصبح شيخ بني مخزوم. توفي في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ٨٣ هـ على الصحيح. انظر: سير ٣/ ٤٠٦، تهذيب ٧/ ٤٥٥، تقريب ص ٤١٣، رقم ٤٩٠٩.
(٥) انظر: صحيح البخاري ٥/ ٢٠٥٦، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، رقم ٥٠٦١. صحيح مسلم ٣/ ١٥٩٩ - ١٦٠٠، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، رقم ٢٠٢٢. وأخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٩٣٤، كتاب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، رقم ٣٢.
(٦) ومن أمثلة التأديب في القرآن: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: ٢٣٧]، ونقل الزركشي عن البعض أنه ليس في القرآن في التأديب إلا هذا المثال. انظر: البحر المحيط ٣/ ٢٧٦.
(٧) فالمندوب عام، والتأديب خاص. قال الزركشي عن الأدب: "وهو أخص من الندب، فإن التأديب يختص بإصلاح الأخلاق، وكل تأديب ندب، من غير عكس". انظر: البحر المحيط ٣/ ٢٧٦، وانظر: المحلي على الجمع والبناني ١/ ٣٧٣, شرح الكوكب ٣/ ٢٢، فواتح الرحموت ١/ ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>