للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد زاد إمام الحرمين في "البرهان" الأمر بمعنى الإنعام، كقوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (١)، قال: "وهذا وإن كان فيه معنى الإباحة، فإن الظاهر منه تذكير النعمة" (٢).

وزاد أيضًا الأمر بمعنى التفويض (٣)، كقوله: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} (٤) (٥).

وزاد صفي الدين الهندي تاسع عشر: وهو التعجب، ومَثَّل له بقوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} (٦) (٧)، وهذا المثال جعله الآمدي وابن برهان من قسم التعجيز (٨).

ورأيت في "طبقات الفقهاء" لأبي عاصم العَبَّادي (٩) في ترجمة


(١) سورة البقرة: الآية ١٧٢. سورة الأعراف: الآية ١٦٠. سورة طه: ٨١.
(٢) انظر: البرهان ١/ ٣١٥.
(٣) عبارته في البرهان ١/ ٣١٦: "التحكيم والتفويض".
(٤) سورة طه: الآية ٧٢.
(٥) ومن أمثلته أيضًا قول نوح لقومه: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} [يونس: ٧١]. انظر: البحر المحيط ٣/ ٢٨٢.
(٦) سورة الإسراء: الآية ٥٠.
(٧) انظر: نهاية الوصول ٣/ ٨٤٩.
(٨) انظر: الإحكام ٢/ ١٤٣، الوصول إلى الأصول ١/ ١٣٩, وكذا جعله من التعجيز إمام الحرمين في البرهان ١/ ٣١٦ , وهو كذلك في شرح الكوكب ٣/ ٢٥، ٢٦.
(٩) هو أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العَبَّادِيّ الهَرَويّ الشافعيّ، الإمام الجليل القاضي. ولد سنة ٣٧٥ هـ. كان معروفًا بغُموض العبارة، وتَعْويص الكلام، ضِنَّةً منه بالعلم، وحُبًّا لاستعمال الأذهان الثاقبة فيه. من مصنفاته: الزيادات، وزيادات الزيادات، وطبقات الفقهاء. مات - رحمه الله - سنة ٤٥٨ هـ. انظر: الطبقات الكبرى ٤/ ١٠٤، وفيات الأعيان ٤/ ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>