للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاملًا لجميع أنواع "الضَرْب" الصادر من زيدٍ الواقعِ على عمرو، وإنما دَلَّ على مُطْلقِ صُدورِ "ضَرْب" من زيدٍ ووقوعِه على عمرو.

والرابع: أنه ينتقض بأسماء الأعداد، فإن (١) لفظ "المئة" لفظٌ مستغرِق لجميع ما يصلح له (٢)، وهو أفراد ذلك (٣) العدد، وليس بعام (٤).

وأجيب عنه (٥): بأن قولنا: "ما يصلح له" يدفعه، فإنَّ لفظ "المائة" لا يتناول إلا بعض ما صلح له: وهو المئة الواحدة (٦)، ليس متناولًا لكل واحدٍ من أفراد المئين على سبيل الاستغراق (٧).


(١) في (ص): "لأن".
(٢) سقطت من (ص).
(٣) سقطت من (ص).
(٤) أورد هذا الاعتراض ابن الحاجب. انظر: بيان المختصر ٢/ ١٠٤.
(٥) سقطت من (غ).
(٦) المعنى: أن لفظ "المائة" يدل على المئة الواحدة مطابقة، وعلى بعض المئة تضمنًا؛ لأن أفراد المئة أجزاء لا جزئيات، فلفظ "المائة" يدل عليها تضمنًا، وعلى مجموعها مطابقة. وإذا أطلق لفظ "المائة" أريد به المجموع فقط، فيكون اللفظ مستعملًا في بعض ما يصلح له وهو معناه المطابقي، ولا يستعمل لفظ "المائة" لإرادة أجزائه مطابقةً، فلا يكون مستغرقًا لما يصلح له (وهو أفراد المائة) استغراق العموم: وهو دلالته على كل فرد مطابقة، بل يستغرقها استغراق الكل للجزء، وهذا ليس بعموم.
(٧) والمراد بالاستغراق: هو شمول الجزئيات، فيخرج شمول الأجزاء. انظر: سلم الوصول ٢/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>