للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ} (١)، ونظائر ذلك على إثبات الحكم لكل فرد، ولم يقل (٢) أحدٌ إنَّ ذلك نهيٌّ عن المجموع، وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (٣)، والمراد كلُّ واحد. وكذلك قال أصحابنا: لو قال: والله لا وَطِئتُ كل واحدةٍ منكن - يكون مُوليًا مِنْ كلِّ واحدة، ويتعلق بوطء كلِّ واحدةٍ الحِنْثُ، ولزوم الكفارة (٤). وهذا كله يشهد لعدم التفرقة بين تقدم النفي وتأخره.

ثم اعلم أن ما قدمناه من أنه إذا تقدم النفي على "كل" لا يدل على الاستغراق - شَرْطُه أن لا ينتقض النفيُ بإلا، فلو انتقض قبل المحمول فالاستغراق باق، كما لو لم (٥) يدخل النفي، قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٦) الآية، فالمراد: (أنَّ كلَّ واحد آتيه عبدًا) (٧)، وإنْ كان النفي متقدمًا، لكن لأجل الاستثناء (٨). وسببه أن النَّفي إنما هو


(١) سورة الأنعام: الآية ١٥١. سورة الإسراء: الآية ٣٣.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) سورة الحديد: الآية ٢٣.
(٤) فهذه الصور كلها في عموم السلب، لا سلب العموم، فهي من باب الكلية لا الكل.
(٥) في (ت) مكان "لم" بياض بالسطر.
(٦) سورة مريم: الآية ٩٣.
(٧) في (ت): "إنْ كلُّ واحدٍ إلا آتيه عبدًا". وفي (ك): "أن كل واحد آتيه عبدًا يوم القيامة" فجملة: {كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} موضوع. وجملة: "آتيه عبدًا" محمول. و"إنْ" قبل الموضوع حرفُ نفي. و"إلا" قبل المحمول أداة استثناء، فهنا ينتقض النفي وكأنه غير موجود، والاستغراق باقٍ، والمعنى: أن كلّ واحدٍ آتيه عبدًا.
(٨) أي: لأجل الاستثناء ألغي حرف النفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>