للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سواء أكانت (١) للتأكيد أم لا، والاستغراق لأجزاء ما دخلت عليه إن كان معرفة، ولجزئياته إنْ كان نكرة. فإنك إذا قلت: رأيت زيدًا كلَّه - كانت لاستيعاب أجزائه. وكذلك: أخَذْتُ العشرةَ كلَّها. وقولك: رأيتُ كلَّهم. وكلُّهم قائمٌ. وكلُّ القوم ضاربٌ. ونحوه من سائر صور دخولها على المعرفة من هذا القبيل؛ لأنك لو حَذْفتها لكان الشمول حاصلًا، فكانت لاستغراق تلك الأفراد التي استغرقتها المعرفة، كما هي (٢) لاستغراق أجزاء العشرة وزيد.

وإذا قلت: كل رجلٍ قائم. وما أشبهه من دخولها على النكرة - كانت لاستغراق جزئيات تلك الحقيقة (٣)، التي المضاف إليه (٤) واحدٌ منها (٥).

قلت: وما ذكرناه من التفرقة بين إضافة "كل" إلى معرفةٍ فتكون لاستغراق أجزاء ما دخلت عليه، وإضافتها إلى نكرة فتكون لجزئياته - هو ما ذكروه، وقرره والدي - رضي الله عنه - وارتضاه.

ولمُعْتَرِضٍ أن يقول: قد قال الله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} (٦)، والمراد الجزئيات لا الأجزاء (٧). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "كل الطلاق واقع


(١) في (ت)، و (ص)، و (ك): "كانت".
(٢) أي: "كل".
(٣) أي: أفراد تلك الحقيقة، فيدخل كل فردٍ يطلق عليه لفظ الرجل.
(٤) وهو: رجل، في المثال السابق.
(٥) في (ص): "منهما". وهو خطأ؛ لأن الضمير يعود إلى جزئيات الحقيقة.
(٦) سورة آل عمران: الآية ٩٣.
(٧) فمعنى الآية: كل فرد من أفراد الطعام كان حلًا لبني إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>