للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ} يفيد وقوعَ السجود منهم فقط، وقوله: {أَجْمَعُونَ} (١) يفيد أنهم سجدوا مجتمعين (٢)، ويؤيِّده (٣) أنه جُعل الافتراق في مقابِلِه (٤) في قوله: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} (٥).

قلت: والقول بأن لفظ "جميع" يَدُلُّ على اتحاد الزمن (٦) غريبٌ، لم أره في غير هذا الكتاب (٧)، وإنما يُعرف ذلك في لفظ مجموع.

وأما الألف واللام والموصولاتُ كلُّها فمثل: "كل"، وكذلك "مَنْ" و"ما" الشرطيتان، والاستفهاميتان مثل (٨) "كل" أيضًا تَعُمُّ كلَّ فرد


(١) سورة الحجر: الآية ٣٠. سورة ص: الآية ٧٣.
(٢) فقوله: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ} أي: سواء مجتمعين أو متفرقين، وقوله: {أَجْمَعُونَ} يفيد أنهم سجدوا مجتمعين لا متفرقين.
(٣) في (ت)، و (غ)، و (ك): "ويؤكده".
(٤) في (ت)، و (غ): "مقابلته". والضمير يعود إلى جميع.
(٥) سورة الحشر: الآية ١٤.
(٦) أي: مجتمعين في زمانٍ واحد.
(٧) ولذلك قال الزركشي في البحر ٤/ ٩٥: والصحيح أن {أَجْمَعِينَ} لا يقتضي الاتحاد في الزمان، بدليل قوله تعالى: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}، ولذلك اختلفوا في أنه إذا جُمع في التأكيد بين "كل" و"أجمع" في أن التأكيد حاصل بهما معًا، أو بكل واحد منهما على حدته، وحينئذٍ فما الذي أفاده الثاني ورَفْع تَوَهُّم المجاز حصل بالأول؟ وإن حَصَل بهما جميعًا، فكيف ذلك من الواحد إذا اقتصر عليه؟ والظاهر أن المقصود زيادة التأكيد وتقويته. اهـ. وقال الأشموني: زعم الفراء أن "أجمعين" تفيد اتحاد الوقت، والصحيح أنها كـ "كل" في إفادة العموم مطلقًا، بدليل قوله تعالى: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. اهـ. انظر: الأشموني مع حاشية الصبان ٣/ ٧٧.
(٨) سقطت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>