للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسْتُدِل عليه بقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} (١)، قال بعض المفسرين، وكثير من الأصوليين: المراد نُعَيْم بن مسعود الأشجعي (٢) (٣). وقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} (٤)، قيل في التفسير: المراد يحسدون نِعَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٥).

والرابع: شيء اختاره ابن الحاجب ولا نعرفه لغيره: وهو أن التخصيص إن كان بمتصل:

فإن كان بالاستثناء أو بالبدل جاز إلى الواحد، نحو: أكرم الناس إلا الزنادقة. (وأكرم الناس تميمًا) (٦) (٧).


= عن أكثر أصحابنا، وصححه القاضي أبو الطيب، والشيخ أبو إسحاق، وقال ابن برهان في "الأوسط": إنه ظاهر المذهب. ونسبه القاضي عبد الوهاب في "الإفادة" إلى الجمهور". انظر: شرح اللمع ١/ ٣٤٢؛ شرح الكوكب ٣/ ٢٧١، نزهة الخاطر ٢/ ١٥٤، شرح تنقيح الفصول ص ٢٢٤، نشر البنود ١/ ٢٣٢، فتح الغفار ١/ ١٠٨، تيسير التحرير ١/ ٣٢٦، فواتح الرحموت ١/ ٣٠٦.
(١) سورة آل عمران: الآية ١٧٣.
(٢) هو نُعَيْم بن مسعود بن عامر الغطفانيُّ الأشجعيّ، أبو سَلَمة. أسلم ليالي الخندق، وهو الذي أوقع الخلف بين قُريظة وغَطَفان وقريش في وقعة الخندق، وخَذَّل بعضهم عن بعض، فرحلوا عن المدينة. قُتل - رضي الله عنه - في أول خلافة عليٍّ - رضي الله عنه - في وقعت الجمل، وقيل: مات في خلافة عثمان رضي الله عنه. انظر: أسد الغابة ٤/ ٥٧٢، الإصابة ٣/ ٥٦٨.
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٢٧٩، فتح القدير ١/ ٤٠٠، زاد المسير ١/ ٥٠٤.
(٤) سورة النساء: الآية ٥٤.
(٥) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٢٥١، فتح القدير ١/ ٤٧٨، زاد المسير ٢/ ١٠٩.
(٦) في (ص): "أكرم الناس إلا تميمًا" وهو خطأ؛ لأن هذا المثال للبدل لا للاستثناء.
(٧) أي: لو لم يكن من المسلمين إلا واحد جاز هذا الاستثناء، وكذا في البدل لو لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>