للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاج يصرِّح بنفسه أن الذي أدخله في هذا العلم وجَعَله من أهله العارفين هو شيخه الإمام الذهبي رحمه الله ورضي عنه، إذ يقول عنه في ترجمته: "وهو الذي خَرَّجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عِدَاد الجماعة، جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وجَعَل حَظَّه في غُرُفات الجِنان مُوَفَّر الإجزاء" (١).

ويقول أيضًا قبل ذلك في مطلع الترجمة: "اشتمل عصرنا على أربعةٍ من الحفَّاظ، بينهم عُمومٌ وخصوص: المِزِّيُّ، والبِرْزَاليُّ، والذهبيُّ، والشيخ الإمام الوالد، لا خامس لهؤلاء في عَصْرهم" (٢) فتبيَّن بهذين النقلين أن الحافظ ابن رافع - رحمه الله - على جلالة قدره في الحديث لم يبلغ مبالغ هؤلاء الأربعة، ولم يكن هو الذي تخرج به التاج في صناعة الحديث، غاية ما في الأمر حصول الفائدة وهذا ليس بمدفوع.

وذكر ابن قاضي شهبة - رحمه الله تعالى - شيوخ التاج، ومما قال: "واشتغل على والده وعلى غيره، وقرأ على الحافظ المزي، ولازم الذهبي وتخرج به، وطلب بنفسه ودأب" (٣).

وهذا هو المناسب من قوله: "ولازم الذهبي" أن يكون هو الذي تخرج به لا غيره. فالله أعلم هل في نسخةِ "الدرر" تحريف؟

ومن مشايخه البارزين: أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي أبو حيان الأندلسي، الذي قال عنه التاج رحمهما الله تعالى:


(١) انظر: الطبقات ٩/ ١٠١.
(٢) انظر: الطبقات ٩/ ١٠٠.
(٣) انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>