للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وأنه تعالى" هو معطوف على قوله: "وخصوصًا أن المراد"، تقديره: ولنا خصوصًا في النكرة كذا، وفي جواز تأخير بيان التخصيص أنه تعالى أنزل، وتقريره: أن الله تعالى لما أنزل قوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعبدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} (١) - قال عبد الله ابن الزبعرى (٢): "قد عُبِدت الملائكة، (وعُبد عيسى) (٣)، وليس هؤلاء من حصب جهنم". فتأخر بيان ذلك حتى نزل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (٤).

فإنْ قيل: لا نسلم أن قوله: {وَمَا تَعبدُونَ} يندرج فيه الملائكة والمسيح، وبيانه مِنْ وجهين:

أحدهما: أن لفظة "ما" لا تتناولهم؛ لكونها مخصوصة بِمَنْ لا يعقل، فلا يتوجه نقض ابن الزبعرى، ولا يحتاج إلى تخصيص، بل كيف يمكن والتخصيص فرع الشمول. ويدل على ذلك ما رواه الأصوليون (٥) في


(١) سورة الأنبياء: الآية ٩٨.
(٢) هو عبد الله بن الزِّبَعْرى بن قيس القرشيّ السهميّ. كان من أشعر قريش، وكان شديدًا على المسلمين ثم أسلم في الفتح. انظر: الإصابة ٢/ ٣٠٨.
(٣) في (ت): "وعبد المسيح".
(٤) سورة الأنبياء: الآية ١٠١.
(٥) كالآمدي في الإحكام ٣/ ٣٩، والجاربردي في السراج الوهاج ٢/ ٦٣٢، والأصفهاني في شرح المنهاج ١/ ٤٥٣، وصفي الدين الهندي في نهاية الوصول ٥/ ١٩٢٠، والقرافي في نفائس الأصول ٥/ ٢٢٨١، والإسنوي في نهاية السول ٢/ ٥٣٨، والبدخشي في مناهج العقول ٢/ ١٥٥، كشف الأسرار ٣/ ١١٣، العضد على ابن الحاجب ٢/ ١٦٥، بيان المختصر ٣/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>