للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتج أبو الحسين على اشتراط البيان الإجمالي فيما له ظاهر: بأن العموم خطاب لنا في الحال إجماعًا، فالمخاطِب إما أن لا يقصد إفهامَنا في الحال وهو باطل؛ لأنه إذا لم يقصد إفهامنا في الحال مع أن ظاهره يقتضي كونه خطابًا لنا في الحال - يكون قد أغْرانا (١) بأن نعتقد أنه قصد إفهامنا في الحال، فيكون قصد أن نجهل؛ لأن مَنْ خاطب قومًا بلغتهم فقد أغراهم (٢) بأن يعتقدوا فيه أنه يعني ما يفهمونه منه، فثبت بطلانه.

وإما أن يقصد وحينئذ - فإما أنْ يريد أن نفهم أن المراد ظاهره فقد أراد منا الجهل، وهو باطل. أو غير ظاهره فقد أراد ما لا سبيل إليه، وهو تكليف بالمحال.

وهذا التقرير على هذا الوجه هو الذي أورده الإمام (٣)، و (٤) هو الصواب فاعْتَمِدْه.

وأجاب المصنف: بأنا لا نسلم أن ذلك ممتنع، وقد ورد ما أوجب ظاهرُه الظنونَ الكاذبة؛ فدل على الجواز. أما وروده فكثير، قال الله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٥)، وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٦)،


(١) في (ص): "أغوانا".
(٢) في (ص): "أغواهم". وهو خطأ.
(٣) انظر: المحصول ١/ ق ٣/ ٣٠٧ - ٣١٠.
(٤) سقطت الواو من (ت).
(٥) سورة الفتح: الآية ١٠.
(٦) سورة طه: الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>