للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر أنه شرعي؛ لكونه مبعوثًا لبيان الشرعيات.

ومن صور هذا القسم أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل من ثنية كَداء، وخرج من ثنية كُدى (١). فهل كان ذلك لأنه صادف طريقه، أو لأنه سنة؟ فيه وجهان (٢).

ومنها: جلسة الاستراحة عندما حَمَل اللحم (٣). فقيل: ذلك جبلي فلا


(١) فيه حديث عائشة رضي الله عنها: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح من كَدَاء، وخرج من كُدًا مِنْ أعلى مكة". أخرجه البخاري ٢/ ٥٧٢، في كتاب الحج، باب من أين يخرج من مكة، حديث رقم ١٥٠٣، من طريق أبي أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، أما رواية عمرو عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح مِنْ كَدَاء أعلى مكة. وكذا رواه حاتم عن هشام عن عروة: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح مِنْ كَدَاء من أعلى مكة. وكلاهما في الصحيح وهما الصواب. انظر رقم ١٥٠٣، ١٥٠٤. ورواه مسلم من طريق أبي أسامة على الصواب: أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح مِنْ كَدَاء منْ أعلى مكة. انظر: صحيح مسلم ٢/ ٩١٩، كتاب الحج، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا والخروج منها من الثنية السفلى، رقم (٢٢٥/ ١٢٥٨). قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح (٣/ ٤٣٧) عن رواية أبي أسامة التي في البخاري: قوله: "من أعلى مكة" كذا رواه أبو أسامة فقَلَبه، والصواب ما رواه عمرو وحاتم عن هشام: "دخل من كداء من أعلى مكة" ثم ظهر لي أن الوهم فيه ممن دون أبي أسامة، فقد رواه أحمد عن أبي أسامة على الصواب. اهـ.
(٢) انظر: البحر المحيط ٦/ ٢٦، شرح الكوكب ٢/ ١٨٠، المحقق من علم الأصول ص ٥٠.
(٣) ورد في جلسة الاستراحة حديث مالك بن الحُوَيْرث - رضي الله عنه -. أخرجه البخاري ١/ ٢٣٩، في الجماعة والإمامة، باب مَنْ صلَّى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته، حديث رقم ٦٤٥. وانظر الأرقام ٧٦٩، ٧٨٥، ٧٩٠. وانظر: تلخيص الحبير ١/ ٢٥٩، رقم الحديث ٣٨٩، ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>