للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: هذا المذهب يؤثر عنهم، (ولم نر منهم طائفة) (١) تقوم بهم حجة.

قال القاضي: فنقول كذلك (لا نزال) (٢) ننقل (٣) مذهب السُّمَنية ولم نر حِزْبًا وفئة يكترث بهم" (٤).

واعترض الخصم: بأنا نجد التفاوت بين خبر التواتر وغيره من المحسوسات والبديهيات، كقولنا: الواحد نصف الاثنين. وقيام التفاوت دليلُ احتمالٍ بطريق النقيض، ومع الاحتمال يخرج عن كونه يقينيا.

والجواب: أن سببَ التفاوت الحاصل كثرةُ استعمال بعض القضايا، وتصورُ طرفيها، بخلاف غيرها؛ فلهذا يستأنس (٥) العقل ببعضها دون بعض (٦).

وهذا الجواب مبني على أن العلوم لا تتفاوت، والذي اختاره كثيرون


(١) في (ص): "ولم تر طائفة منهم".
(٢) في (ت): "لا يزال".
(٣) في (ت): "ينقل".
(٤) انظر: التلخيص ٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤.
(٥) في (ت)، و (غ): "استأنس".
(٦) المعنى: أن المحسوسات والبديهيات كثيرة الاستعمال فيستأنس العقل بها ويألفها ويحكم عليها سريعًا، بخلاف المتواترات فهي قليلة الاستعمال، فلا يستأنس العقل بها، فسبب التفاوت بينهما هو الكثرة والقلة في الاستعمال، وهذا لا يؤثر على القطعية. انظر: نهاية السول ٣/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>