للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أن المنصف المطلع على الأخبار والسير لا يمتري في أنَّ الآحاد الذين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُرسلهم كان منهم (١) الذاهب للقضاء، والخارج لتبليغ الأحكام، والسائر لغير ذلك كإرساله معاذًا إلى اليمن (٢)، وعَتَّاب بن أَسِيد (٣) إلى أهل مكة، وعثمان بن أبي العاص (٤) إلى الطائف، ودِحْية (٥) إلى قيصر ملك الروم، وعبد الله بن حذافة


(١) في (ت): "بينهم".
(٢) انظر: صحيح البخاري ٤/ ١٥٨٠، في كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع، رقم الحديث ٤٠٨٦، ٤٠٨٨، ٤٠٩٠، ٤٠٩١. وانظر رقم ٦٣٥٣، الإصابة ٣/ ٤٢٦ - ٤٢٧.
(٣) هو عَتَّاب بن أَسِيد - بفتح أوله - بن أبي العِيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ، أبو عبد الرحمن أو أبو محمد المكيّ. له صحبة، وكان أمير مكةَ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومات يوم مات أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فيما ذكر الواقديّ، لكن ذكر الطبريُّ أنه كان عاملًا على مكة لعمر سنة إحدى وعشرين. انظر: تهذيب ٧/ ٨٩، تقريب ص ٣٨٠.
(٤) هو عثمان بن أبي العاص بن بشر، أبو عبد الله الثقفيُّ الطائفيّ. قدم في وفد ثقيف على النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة تسع، فأسلموا وأمره عليهم لِمَا رأى من عقله وحرصِه على الخير والدين. وكان أصغر الوفد سنًّا. ثم أقرَّه أبو بكر على الطائف، ثم عمر، ثم استعمله عمرُ على عُمان والبحرين سنة خمس عشرة، ثم سكن البصرة حتى مات بها. وكان هو الذي مَنَع ثقيفًا عن الرِّدَّة، خطبهم فقال: كنتم آخرَ الناس إسلامًا، فلا تكونوا أولهم ارتدادًا. توفي - رضي الله عنه - سنة خمسٍ وقيل: سنة إحدى وخمسين. انظر: سير ٢/ ٣٧٤، الإصابة ٢/ ٤٦٠، تهذيب ٧/ ١٢٨.
(٥) هو دِحية بن خليفة بن فَرْوة بن فَضالة الكلبيّ القُضاعيّ. صاحبُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسولُه بكتابه إلى عظيم بُصرى ليُوصله إلى هِرَقل. أسلم قديمًا ولم يشهد بدرًا وشهد المشاهد. كان أجمل الناس وجهًا. قال الذهبيُّ رحمه الله: "ولا ريب أن دحية كان أجمل =

<<  <  ج: ص:  >  >>