للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب محمد بن سيرين (١) وجماعة من السلف إلى وجوب نقل اللفظ على صورته (٢)، وهو اختيار أبي بكر الرازي (٣) (٤)، ونقله إمام الحرمين في "البرهان" عن معظم المحدثين (٥). وشرذمة من الأصوليين (٦)، وَوَهِم صاحب "التحصيل" فعزاه إلى الشافعي - رضي الله عنه - (٧). ونقله ابن


(١) هو محمد بن سِيرين، أبو بكر الأنصاريُّ الأَنَسِيُّ البصريّ، مولى أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رجَّح الذهبي أنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان - رضي الله عنه -. أدرك - رضي الله عنه - ثلاثين صحابيًا، وكان - رضي الله عنه - قصيرًا عظيم البطن، له وَفْرة، يفرق شعره، كثير المزاح والضحك، يخضب بالحنَّاء، إمام وقته علمًا وورعًا، إذا ذكر الموتَ مات كلُّ عضوٍ منه على حِدَة، يصوم يومًا ويفطر يومًا. له في تأويل الرؤى عجائب، وكان له في ذلك تأييدٌ إلهي. توفي سنة ١١٠ هـ. انظر: سير ٤/ ٦٠٦، تهذيب ٩/ ٢١٤، تقريب ص ٤٨٣.
(٢) انظر: الإحكام ٢/ ١٠٣، المحصول ٢/ ق ١/ ٦٦٧، الكفاية ص ٢٨٤ - ٢٨٥.
(٣) هو أحمد بن علي الرازي الحنفي، أبو بكر الجصاص. العلَّامة المفتي المجتهد، عالم العراق. ولد سنة ٣٠٥ هـ. كان صاحبَ حديثٍ ورحلة، وإليه المنتهى في معرفة المذهب في عصره، وكان مع براعته في العلم ذا زهدٍ وتعبد يزيد على الرهبان، عرض عليه قضاء القضاة فامتنع. قال الذهبي رحمه الله: "وقيل: كان يميل إلى الاعتزال، وفي تواليفه ما يدل على ذلك في رؤية الله وغيرها، نسأل الله السلامة". من مصنفاته: أحكام القرآن، شرح مختصر الطحاوي، شرح الجامع لمحمد بن الحسن، وغيرها. توفي - رحمه الله - سنة ٣٧٠ هـ.
انظر: تاريخ بغداد ٤/ ٣١٤، سير ١٦/ ٣٤٠، الجواهر المضية ١/ ٢٢٠.
(٤) انظر: تيسير التحرير ٣/ ٩٨، فواتح الرحموت ٢/ ١٦٧، كشف الأسرار ٣/ ٥٥.
(٥) الصواب: أن بعض المحدثين قال به. انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ١٩١، تدريب الراوي ٢/ ٩٢، فتح المغيث ٣/ ١٤٠.
(٦) انظر: البرهان ١/ ٦٥٦.
(٧) انظر: التحصيل ٢/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>