للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أسْند إليه الزيادة والنقصان متحدًا، والإعراب متحدًا - فالاعتبار بكثرة المرات (١)؛ لأن حمل الأقل على السهو أولى من حمل الأكثر عليه.

قال الإمام: "وإن تساويا (٢) قُبِلت الزيادة" (٣).

ومثال الأول: أن سفيان بن عيينة روى عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله (٤) عن عمته عائشة بنت طلحة (٥) عن عائشة رضي الله عنها،


(١) يعني فالزيادة غير معتبرة؛ لأن الراوي رواها مرة، وأسقطها مرات، والأكثر مرجَّح على الأقل. قال الهندي في نهاية الوصول ٧/ ٢٩٥٤: "فإن كانت أقل لم تقبل الزيادة، إلا أن يصرِّح بنسيانه وسهوه في المرات الكثيرة، وبذكره لها في المرات القليلة، فها هنا تقبل للتصريح بذلك". ومفهوم كلامه: "وكان المجلس متحدًا": أنه إن أسند الزيادة إلى مجلسين - قبلت الزيادة، سواء غيَّرت إعراب الباقي، أو لم تغيِّر. انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨٠.
(٢) أي: تساوت مرات الزيادة، مع مرات النقصان، من الراوي الواحد الذي أسند الزيادة والنقصان إلى مجلس واحد، والإعراب متحد. قال الإمام: "وإن أسندهما إلى مجلسٍ واحد فالزيادة إن كانت مغيِّرةً للإعراب: تعارضت روايتاه، كما تعارضتا من راويين". المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨٠. وانظر: شرح الكوكب ٢/ ٥٤٥ - ٥٤٦، المحلي على الجمع ٢/ ١٤٢.
(٣) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨١.
(٤) قال ابن حجر - رحمه الله - عنه في التقريب ص ٢٨٣: "صدوق، يخطئ، من السادسة، مات سنة ثمانٍ وأربعين. م ٤". وانظر: تهذيب ٥/ ٢٧.
(٥) هي عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية، أمها أم كلثوم أخت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهن. كانت أجملَ نساء زمانها وأرأسَهُنَّ، وحديثها مخرَّجٌ في الصِّحاح. قال عنها ابن معين: ثقةٌ حجة. وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقي: حَدَّث عنها الناسُ لفضلها وأدبها. بقيت إلى قريب من سنة ١١٠ هـ =

<<  <  ج: ص:  >  >>