للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: كقول المعتزلة شرط صحة (١) كون الشيء مرئيًا في الشاهد أنْ يكون مقابلًا أو في حكم المقابل، فكذا في الغائب، ومثل له إمام الحرمين والإمام بقولنا: العلم مشروط بالحياة شاهدًا، فكذا في الغائب (٢)، وفيه نظر؛ لأنَّ هذا (٣) جمع بالمشروط لا بالشرط فإنّ كونه عالما، وهو الذي وقع به الجمع مشروط لا شرط (٤).

والرابع: مثل الإتقان والتخصيص يدلان على العلم والارادة في (٥) الشاهد، فكذا في الغائب. وادعى إمام الحرمين: أنَّه باطل؛ لأنَّ الجمع بالعلّة والحقيقة أقوى من الآخرين وهما باطلان؛ لأنَّ الجمع بهما مبنيّ على القول بالحال، فإن القائل به يقول كلّ صفة قامت بمحل، فإنها توجب له حالا، والحال صفة لموجود لا توصف بوجود ولا عدم، فيجعلون الصفة القائمة بالمحل علّة للحال (٦)، والقول بالحال باطل عند جماهير أصحابنا والمعتزلة، ووافقنا على بطلانه إمام الحرمين أخيرًا، وبسط ذلك في كتب الكلام (٧).


(١) في (ص): صحته.
(٢) ينظر هذا المثال في المحصول: ج ٢/ ق ٢/ ٤٥٠، والتبصرة: ص ٤١٧، والتحصيل: ٢/ ٢٣٨، والمنخول: ص ٣٢٤، والمستصفى: ٢/ ٣٣١، وتيسير التحرير: ٣/ ٢٨٥ - ٢٨٦، مسلم الثبوت: ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣.
(٣) (هذا) ليس في (ت).
(٤) ينظر: المصادر السابقة.
(٥) في (غ): من الشاهد.
(٦) ينظر: قول إمام الحرمين في: الشامل: ص ٦٦٠، والإرشاد: ص ٨٦ - ٩١.
(٧) ينظر: المصادر نفسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>