للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امتناعه (١)، وتبعهم الآمدي (٢) وابن الحاجب (٣)، واتفق الكلّ على امتناع جريان القياس في أسماء الأعلام؛ لأنها غير معقولة المعاني ولا هي دائرة بدوران وصف في محالّها، والقياس فرعهما فهي كحكم تعبدي لا يعقل معناه.

فإن قلت: قد شاع قولهم في العرف هذا سيبويه (٤) وهذا جالينوس (٥)، وليس إلا بطريق القياس وإلا لم يحصل المدح بذلك.

قلت: جاز أنْ يكون ذلك بطريق حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، والتقدير حافظ كتاب سيبويه، وعلم جالينوس.

واتفقوا على امتناعه أيضًا في أسماء الفاعلين والمفعولين وأسماء


(١) ينظر: أصول السرخسي: ١/ ٥٦، وفواتح الرحموت: ١/ ١٨٦، وهو قول عامة الحنفية واختاره ابن الهمام منهم.
(٢) ينظر: الإحكام: ١/ ٥٣.
(٣) ينظر: المنتهي: ص ١٨، وشرح ابن السبكي رفع الحاجب: اللوحة ٤١/ أ - ب.
(٤) سيبويه: هو عمر بن عثمان بن قنبر، أبو بشر، المعروف بـ (سيبويه) إمام المدرسة البصرية في النحو بلا نزاع. له (الكتاب) في النحو توفي عام (١٨٠ هـ) وعمره ٥٠ سنة. ينظر ترجمته في: بغية الوعاة: ٢/ ٢٢٩، مرآة الجنان: ١/ ٤٤٥.
(٥) جالينوس: طبيب يوناني كان مولده بعد زمان عيسى عليه السلام بتسع وخمسن سنة، وكانت مدة حياته سبعًا وثمانين سنة، كان خاتم الأطباء الكبار المعلمين وهو الثامن منهم، صنف كتبا كشف فيها عن مكنون هذه الصناعة وأفصح عن حقائقها ومن تلك المصنفات كتاب في العضل، وآخر في العصب، وكتاب المزاج، وعلاج التشريح. ينظر ترجمته في طبقات الأطباء لابن حيان: ص ٤١ - ٤٥، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة: ١٠٩ - ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>