للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: نعم من هذا الوجه ولكن فيه فائدة تميزهم عن غيرهم بتقليد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين شاركوهم في الصحبة التي هي أعظم مناقبهم وهذا الوصف لم يحصل لغيرهم فإنّه لولا الدليل الدال على أنّ عامي الصحابة يقلد العالم منهم كهذا الحديث وغيره لكان ينقدح للباحث أنْ يقول: لا يقلد الصحابي صحابيًا آخر وإن قلد العامي مجتهدًا (١).

والفرق أنْ المجتهد يتميز عن العامي برتبة العلم ولا وصف في العامي يقاومه به.

وأمّا عاميّ الصحابة فقد قاوم مجتهدهم بمشاركته في وصفه الأعظم (٢).

وأجاب الآمدي (٣) عن الحديث: بأنّه وإن عمّ في الأشخاص فلا دلالة له على عموم الاهتداء في كلّ ما يقتدى فيه فيحمل على الاقتداء بهم فيما يروونه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤).

واعترض الهندي على (٥) هذا بأنّ ترتيب الحكم على الوصف وهو


(١) وهذا الجواب أورده الآمدي في الإحكام: ٤/ ٢٠٥، والهندي في النهاية: ٨/ ٣٩٨٧.
(٢) (وأمّا عاميّ الصحابة فقد قاوم مجتهدهم بمشاركته في وصفه الأعظم) ساقط من (غ).
(٣) يقول الآمدي: ١/ ٣٣٤ "وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" لا يدل على عدم الاهتداء بغيرهم إلا بطريق مفهوم اللقب والمفهوم ليس بحجة فضلا عن مفهوم اللقب".
(٤) ينظر: الإحكام للآمدي: ٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٥) في (غ): في هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>