للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سئل بعضهم ما السبب في قصر عمر الشافعي؟ فقال: حتى لا يزالون مختلفين، ولو طال عمره لرفع الخلاف، ولسنا نمعن القول فيما لا يحصره مختصر (١) ولا مطول من مناقب هذا (٢) الخبر ولكن القلم استطرد ووجد للمقال مجالا.

فقال: ونختم الفصل بما هو من توابع أبواب الترجيح وأمور المقلدين فنقول: إنّ قصر نظر بعض المصنفين (٣) عن فهم مراتب المجتهدين فلا عليه لو اقتدى بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأئمة من قريش" (٤) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قدّموا قريشا ولا تقدموها" (٥) ولم يكن أحد من أصحاب المذاهب معتريًا إلى صليبة قريش بالمسلك الواضح إلّا الشافعي ولا خلاف في اختصاصه بذلك وأنه المقصود بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا" (٦)؛ لأنّه الذي طبق الأرض وتخلق بالطيب وردّ ليلها المسود وجبين نهارها المبيض وصار اسمه في مشارقها ومغاربها، وعلا على أنجم السماء طوالعها وغواربها.


(١) في (غ): منحصر.
(٢) (هذا) ليس في (ت).
(٣) في (غ): المنصفين.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) أخرجه الشافعي في مسنده: ص ٢٦٨، وأحمد في فضائل الصحابة: ٢/ ٦٢٢ رقم (١٠٦٦)، والبيهقي في السنن الكبرى: ٣/ ١٢١، رقم (٥٠٨٠).
(٦) أخرجه الشافعي في المسند حديث رقم: (٦٩١)، والبيهقي: ٣/ ١٧٢ في كتاب الصلاة، باب من قال يؤمهم ذو نسب (٧٤١). رقم (٥٢٩٧). قال ابن حجر في تخليص الحبير: ٢/ ٥٣٧ الحديث رقم (٥٧٩) "وقد جمعت طرقه في جزء كبير".

<<  <  ج: ص:  >  >>