للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوقفت فرقة ثالثة (١).

واحتج من قال بالوقوع في الحاضر والغائب؛ بقول الصديق - رضي الله عنه - لأبي قتادة (٢) حيث قتل رجلا من المشركين فأخذ غيره سلَبه: "لاها الله (٣)، إذًا لا نعمد إلى أسَدٍ من أسود الله يقاتل عن الله ورسوله فنعطيك


= حالان: أولهما الغائب البعيد فيجوز له الاجتهاد مطلقًا، وقد وقع بدليل قصة معاذ. وثانيها الحاضر بعد إذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - له بالاجتهاد كقصة سعد بن معاذ. ينظر: فواتح الرحموت: ٢/ ٣٧٥.
(١) أي توقف في ذلك بالنسبة إلى الفريقين أي الحاضرين والغائبين. ينظر: نهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٣٨١٧.
(٢) هو الحارث بن ربعي بن بُلْدُمة أبو قتادة الأنصاريّ الخزرجيّ السلمي، فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اختلف في شهوده بدرًا، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، توفي سنة ٤٥ هـ وقيل قبل ذلك سنة ٤٠ هـ. ينظر ترجمته في: الاستيعاب: ٤/ ١٧٣١ - ١٧٣٢ رقم (٣١٣٠)، وأسد الغابة: ٦/ ٢٥٠ - ٢٥١ رقم (٦١٦٦)، والإصابة: ٧/ ٣٢٧ - ٣٢٩ رقم (١٠٤٠٥).
(٣) قول أبي بكر الصديق "لاها الله، إذن لا يعمد إلى أسد من أسود الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه" قال ابن حجر في فتح الباري: ٨/ ٤٧ - ٥٦ "فأما لاها الله فقال الجوهري: ها للتنبيه وقد يُقْسم بها يقال: لاها الله ما فعلت كذا. قال ابن مالك: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه، قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله أي لم يسمع لاها الرحمن كما سمع لا والرحمن، قال: وفي النطق بها أربعة أوجه: أحدها ها الله باللام بعد الهاء بغير إظهار شيء من الألفين، ثانيها: مثله لكن بإظهار ألف واحدة بغير همز كقولهم: التقتا حلقتا البطان، ثالثها: ثبوت الألفين بهمزة القطع، رابعها: بحذف الألف وثبوت همزة القطع، انتهى كلامه. والمشهور في الرواية من هذه الأوجه الثالث والأول. وقال أبو حاتم السجستاني: العرب تقول: =

<<  <  ج: ص:  >  >>