للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الغزالي: فهذه هي العلوم الثمانية التي يستفاد بها منصب الاجتهاد، ومعظم ذلك يشتمل على ثلاثة فنون الحديث واللغة وأصول الفقه (١).

وقال الإمام: أهمّ العلوم للمجتهد أصول الفقه (٢)، وشرط الإمام أنْ يكون عارفًا بالدليل العقلي، وعارفًا بأننا مكلفون به (٣).

وقد اتبع في ذلك الغزالي (٤)، فإنّه ذكر ذلك ولم يذكر القياس، وكأنهما تركاه لكونه متفرعًا (٥) عن الكتاب والسنّة.

ولكن لقائل أنْ يقول: الإجماع والعقل أيضًا كذلك، فلِمَ ذكرا قوله: "ولا حاجة" أي: لا يحتاج المجتهد إلى علم الكلام؟ " (٦).

لأنا لو فرضنا إنسانًا جازمًا بالإسلام تقليدًا؛ لأمكنه الاستدلال بالدلائل الشرعية على الأحكام (٧)، ولكن الأصحاب عدّوا معرفة أصول


(١) المستصفى للغزالي: ٢/ ٣٥٣.
(٢) ينظر: المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ٣٦.
(٣) ينظر: المصدر نفسه: ج ٢/ ق ٣/ ٣٤.
(٤) فقد صرح الإمام في المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ٣٣ بذلك: حين قال: "قال الغزالي رحمه الله: مدارك الأحكام أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والعقل، فلا بد من العلم بهذه الأربعة. . .".
(٥) في (غ): مفرعًا.
(٦) ينظر الاعتراض في المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ٣٦. وينظر كلام المطيعي في حاشيته: نهاية السول مع حاشية المطيعي: ٤/ ٥٥٣ - ٥٥٤.
(٧) وهذا جواب الإمام في المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>