للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال فيه: "التوقفُ مرةً يفسَّر: بأنا لا ندري الحكم. ومرةً بعدم الحكم، وهو الحق" (١) وظَنَّ أن صاحب "الحاصل" اتبع الإمام على عادته، فنسب اختيار هذا القول إلى الإمام، ويحتمل أن المصنف وقف للإمام على اختيار ذلك في كلامٍ له غير هذا الموضع، أو أنه أراد بالإمام إمام الحرمين فإنه اختار ذلك في "البرهان" حيث قال: "لا حكم على العقلاء قبل ورود الشرع (٢) " (٣) وهما احتمالان بعيدان (٤).

قال: (احتج الأولون: بأنه انتفاعٌ خالٍ عن أمارة المفسدة ومضرة المالك فيباح، كالاستظلال بجدار الغير، والاقتباس من ناره. وأيضًا المواكيل (٥) اللذيذة خُلقت لغرضنا؛ لامتناع العبث، واستغنائه تعالى. وليس للإضرار اتفاقًا فهو للنفع: وهو إما التلذذ، أو الاغتذاء، أو الاجتناب مع الميل، أو الاستدلال ولا يحصل إلا بالتناول. وأجيب عن الأول: بمنع الأصل، وعِلّية الأوصاف، والدورانُ ضعيف. وعن الثاني: بأن فعله (٦) لا يُعَلَّل بالغرض، وإنْ سُلِّم فالحصر ممنوع).


(١) الحاصل ١/ ٢٦٧.
(٢) في (غ)، و (ك): "الشرائع".
(٣) انظر: البرهان ١/ ٩٩.
(٤) يعني: فالظاهر أن المصنف اتبع صاحب "الحاصل"، وظن أن ذلك هو رأي الإمام.
(٥) في هامش (ص): "المآكل". وهو الموافق لما في نهاية السول ١/ ٢٩٠، وفي السراج الوهاج ١/ ٢٠٠: المآكل. وفي لسان العرب ١١/ ٢٠: "وآكل الرجلَ وواكله: أكل معه، الأخيرة على البدل وهي قليلة، وهو أكيل من المُؤَاكلة، والهمز في آكله أكثر وأجود".
(٦) في (غ): "أفعاله".

<<  <  ج: ص:  >  >>