للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحد هو شرح ما دل اللفظ الأول عليه بطريق الإجمال - جاز أن يكون السائل عالمًا بمدلول لفظ الصدق والكذب، وجاهلًا بمدلول لفظ (١) الخبر، فَبُيِّن له مدلول (٢) لفظ الخبر، بمدلول لفظ الصدق والكذب (٣). قال: ولا يُقال العلم بالنوع يستلزم العلمَ بالجنس لاستلزام العلم بالمركب العلمَ بالمفرد (٤)؛ لأن الجهل هنا إنما وقع في (٥) وضع لفظ الخبر للخبر لا في نفس الخبر (٦) ولا تنافي بين العلم بالخبر والجهل بوضع لفظةٍ له (٧) فإن المرء قد يَعْلم حقيقةً ولا يعلم اسمها (٨).

فإن قلت: الصدق والكذب ضدان يستحيل (٩) اجتماعهما، فلا يقبل


(١) سقطت من (ت)، و (ك).
(٢) سقطت من (ت)، و (ك).
(٣) بتطبيق ما قاله القرافي يكون الخبر هو اللفظ الأول الذي دلَّ على الحقيقة بالإجمال، ولفظ الصدق والكذب هو اللفظ الثاني الذي دلَّ على الحقيقة بالتفصيل، فعُرِّف اللفظ الأول المجمل، باللفظ الثاني المُفَصَّل.
(٤) المعنى: أن النوع مركب من الجنس والفصل، فيكون النوع مركبًا، والجنس مفردًا، وعلى هذا فيستلزم العلمُ بالنوع العلمَ بالجنس؛ لأن العلم بالمركب يستلزم العلم بالمفرد.
(٥) في (ص): "من".
(٦) يعني: أن الجهل في حد الخبر نتج مِنْ تعريف الخبر بالإخبار - كما سبق بيانه - وهو دور، لا أن الجهل في الحد ناشئ من عدم معرفة حقيقة الخبر، فحقيقته معلومة.
(٧) سقطت من (ت).
(٨) كما سبق بيانه أن المرء قد يعلم الحقيقة على التفصيل، ويجهل أن هذه الحقيقة لها ذلك الاسم، فالجهل بالخبر من حيث الألفاظ الموضوعة له، لا مِنْ حيث ذاته.
(٩) في (ك): "مستحيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>