للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخدمه إلى الشامي، فدخلوا عليه وأهانوه يقال: باللكم وتقطيع الثياب، وأراد جماعته التكلم فنهاهم، ثم حضر شاهين وسكن الأمر، ومسك القاتل، وذهب به إلى أمير الحاج المصري، بعد أن ضرب في رأسه إلى أن خرج الدم، وذهب الأمير شاهين إلى أمير الحاج المصري، ويقال: أنه أهانه أيضا ثم/ألبسه خلعة.

وفي هذا اليوم، مات الأمير تنبك الأخرص الذي كان باشا مكة وعزل من غير سبق وجع، بل عاد من الرمي بين الصلاتين (١)، وهو طيب فمات فغسل وكفن وحمل على سرير، ونزلوا به من منى إلى المعلاة ودفن بها.

وفي يوم الإثنين خامس عشر الشهر، مات الشيخ شمس الدين محمد بن أبي العباس القدسي، وصلي عليه بعيد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وكان طيبا فوعك بمنى، وخرج منه بعد موته دم كثير من أعلاه وأسفله، حتى بعد تكفينه، ويقال: إنه خلف شيئا كثيرا، وخلف زوجة وبناتا وأختا.

وفي يوم الإثنين، ثاني عشري الشهر، سافرت المراكب كتب الله سلامتها وسلامة المسافرين.

وفي يوم الثلاثاء، ثالث عشري الشهر، وصل الخبر من السيد الشريف وهو بالوادي، أنه جاءه ولد صاحب ينبع هجار (٢) بن دراج يذكر أنه وصل ينبع أحمد الفاكهي في جلبة، وهو يريد الزيارة، وأخبر أن القاضي بدر الدين أبا البقاء بن الجيعان قتل بالقاهرة في الفجر وهو راكب إلى القلعة، ولم يعرف قاتله.


(١) لعل المراد بها صلاة الظهر والعصر، لأن ما بعد العصر يعتبر مساء، وهذه الفترة هي أفضل فترات الرمي، لأن الرمي يبدأ بعد الزوال.
(٢) هجار بن دراج، عينه سلطان مصر أميرا لبلاد ينبع سنة ٩١١ هـ. حمد الجاسر: بلاد ينبع، ص ٥٩.