وفي ليلة السبت، سادس الشهر، مات محمد بن نصير الحسيني وصلي عليه بعيد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
ومات فيها أيضا الخواجا علي بن شفة الجمل، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
وفي عصره، ماتت بنت القاضي شمس الدين العصي السخاوي المدني، زوج أبي بكر بن تقي الدين، وصلي عليها بعد صلاة صبح يوم الأحد، ودفنت بالمعلاة.
وفي صبيحتها، مات الشيخ شهاب الدين أحمد بن حاتم المغربي وصلي عليه ضحى عالي عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بتربته المستجدة عند الشيخ أبي الكوط، وحضر جنازته القاضي الشافعي وجماعته وبعض أناس، وخصيصه الحنفي لم يشهد جنازته في عدم موافاته وجعل وصيه القاضي الشافعي، وخلف مالية وعقارا وأولادا ذكورا وأناثا وكانت الوقفة المباركة يوم الثلاثاء.
وفي يوم الخميس، حادي عشر الشهر، وقع بمنى بين أميري المحملين المصري (١) والشامي فتنة، يقال: أن سببها أخذ جماعة المصري الجمال فتعرضهم بعض جماعة الشامي، فحصل بينهم قتال، قتل بعض الترك الشامي بعض قواسة المصري، ويقال: أن بعض الحجاج اشتكى إلى أحد الأميرين دينا له، فتعصب لكل جماعة، فوقعت الفتنة المذكورة فسمع أمير الحاج المصري بقتل القواس، فأراد الركوب بنفسه إلى الشامي فسمع شاهين الجمالي شيخ الخدام بالمدينة الشريفة، فجاء إلى أمير الحاج المصري، فدخل عليه إلى أن ترك، وأرسل جميع مماليكه
(١) أمير المحمل المصري: كرتباي بن تمراز قريب المقام الشريف. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٧.