للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم لما جاءه قاضي (١) القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة للسلام عليه، خلع عليه خلعة، ولم تجر (٢) العادة (٣) قبل هذا بذلك.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشرى (٤) الشهر دخل الأمير حاج المحمل (٥)


= رمزا للتكريم والتقدير، وفي العصر المملوكي اختلفت فأصبحت تصنع الخلعة لهذا الخصوص، وهي ذات أجزاء مختلفة يصعب تحديدها ولكن في الغالب هي عباءة أو قباء قد يضاف إليها بعض الأحزمة أو القلانس وفي بعض الظروف كانت تتضمن أسلحة، وتصنع من قماش الأطلس وبألوان مختلفة عليها نقوش حريرية بديعة وطراز ذهب وغيره واختلفت أيضا على حسب مقام صاحبها، وارتبطت الخلعة باسم الوظيفة أو المناسبة المترقي إليها صاحبها مثل خلعة النيابة، وخلعة الإمرة، وخلعة الاستمرار، وكانت تصنع هذه الثياب في المصانع السلطانية برقابة ناظر الخاص. ماير: الملابس المملوكية، ص ١٠١ - ١٠٥، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٢٧٣.
(١) وردت في الأصل "القاضي" وقد يكون تحريفا من الناسخ والتعديل من (ب).
(٢) وردت في الأصل "يجر"، والتعديل من (ب).
(٣) وفي العادة يخلع الأمير على الشريف وعلى القضاة والأعيان بعد الاجتماع بهم بالمسجد الحرام وقراءة المرسوم لمن انعم عليه بخلعة.
(٤) وردت في الأصل "عشرين" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٥) أمير حاج المحمل (أمير الحاج بالمحمل): وهو اسم لوظيفة كان يهتم صاحبها بشؤون الحجاج، وتأمين السلامة له وكان يتولاها أمير مائة مقدم ألف، وربما كان الأمير بصحبة المحمل فيكون أمير الحاج بركب المحمل وإذا صحب الركب الأول يكون أمير الحاج بالركب الأول. الباشا: الفنون الإسلامية ١/ ٢٠٢ - ٢٠٥.
المحمل: ويراد به الجمل والهودج (الخشبي ذو الشكل المخروطي المحلى بأجمل زينة) الذي عليه الفخامة والعظمة وبداخله كسوة الكعبة المشرفة والتي كانت تحمل إلى مكة المكرمة، وكان بدء ذلك عام ٦٦٤ هـ، وقد اعتبر من مظاهر السيادة على الحرمين الشريفين وقد أبطل ذلك في عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله. عنقاوي: المحمل، ص ٣٢٣ - ٣٢٤، جلال: علاقة سلاطين بني رسول بالحجاز، ص ١٨٢ - ١٨٣.