للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعه بعض أولاده وعسكره، ثم بعد الفراغ وضع عند [باب] (١) البيت، إلى أن صلي الصبح يوم الأربعاء، فصلى عليه الناس وإمامهم القاضي الشافعي الجمالي أبو السعود بعد أن نادى الريس فوق ظلة زمزم بالصلاة عليه، ووصفه بألقاب حسنة مسجعة، فزاد الناس في البكاء والنحيب، وشيعه جميع الناس حتى الأمير أزبك (٢)، بل خرج معه من البيت، والمخدرات (٣) من البيوت ودفن بحوطة قبة أبيه، قالوا: بوصية منه، ورام الأمير بالمعلاة كتابة محضر حينئذ للسيد بركات، واستدعى إليه القاضيين الحنفي والمالكي، والشافعي كان عنده، وحضر جميع النساء الذين يبكون إلى المعلاة، وجزّ كثير منهن شعورهن، ولما فرغ من دفنه رحمة واسعة، نزل أولاده يمشون، ومعهم القاضي الشافعي وجماعته، والقاضي المالكي، وكثير من الفقهاء، وجميع العسكر، ونزل النساء وهم يبكون ويدقون، وجلسوا بالمسعى وتعطل البيع والشراء، وبعده بالمسعى والشوارع إلى يوم الإثنين، سابع عشري الشهر/في ذلك اليوم ظاهر، واستمروا إلى آخر النهار، وطلعوا إلى المعلاة في العصر، وفي كل يوم صباحا ومساءا،


(١) مضافة من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٦. والعصامي: سمط النجوم العوالي ٤/ ٢٧٩.
(٢) هو الأمير الكبير أزبك بن ططخ الأتابكي. انظر ترجمته في هامشي ص ١٤٠، ١٤١.
(٣) المخدرات: الخدر: ستر يمد للجارية في ناحية البيت، وجارية مخدرة: إذا لزمت الخدر والمخدرات هن الفتيات اللاتي بلغن سن الزواج يلزمن البيوت في الغالب حتى يخطبن من أهلهن. ابن منظور: لسان العرب ٤/ ٢٣٠. الطاهر أحمد الزاوي: ترتيب القاموس المحيط ٢/ ٢١.