للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجلسون بالمسعى والطرقات، وجعلت الربعات على العادة بالمسجد صباحا ومساءا، ويحضرها السادة أولاده، والقضاة، والفقهاء وغيرهم، وطلعوا في عصره مشاة أيضا، ثم بعد ذلك اليوم طلع الأعيان ركبانا، وتأسف عليه جميع الناس وبكوه، فرحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان بجاه جده سيد ولد عدنان، وجاءه الناس من جدة يوم دفنه (١) وبعد [للقراءة] (٢).

وفي هذا اليوم الأربعاء، مات سالم بن عبد الله المنسوب للشيخ يحي الغزي الواعظ، وقبيل منه ماتت البنت البكر البالغ المرحومة بنت الشيخ محي الدين عبد القادر بن أبي البركات محمد بن علي بن أحمد النويري العقيلي، وصلي على الأول بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند تربة بني زايد، وصلي على الثانية صبح يوم الخميس، ثالث عشري الشهر، ودفنت عند سلفها بالمعلاة.

وفي هذا اليوم، يوم الخميس، نادى منادي السيد الشريف الزيني بركات ابن المرحوم الجمالي محمد بن بركات بن حسن بن عجلان نصره الله تعالى، بأن الرسم الذي على بجيلة يترك (٣)، ولا بقي يأخذ منهم أحد شيئا، وهو على كل حمل نصف أشرفي، جزاه الله خيرا ووفقه لكل خير.


(١) لعل زيادة تأثر الناس بوفاة الشريف محمد بن بركات نتيجة لما وصل إليه من الرياسة والحشمة والهيبة والعظمة، وعمل أعمالا جليلة لم يعملها أحدا من قبله، وكانت أيامه كثيرة الأمن والرخاء، وبلاده مقصودة من كل الآفاق. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٨ - ٥٩٩.
(٢) وردت في الأصل "للقرا"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) كان هناك مكس مفروض على بجيلة، يعرف باسم مكس بجيلة، ومقدار هذا المكس على كل حمل نصف أشرفي، وكان يجبى باستمرار ما عدا السنين التي يبطل فيها، ففي عام ٨٥٥ هـ، قرئ توقيع بإبطال مكس بجيلة، ثم أعيد فرضه مرة أخرى وظل مفروضا حتى ١٣ محرم سنة ٩٠٣ هـ، فبعد وفاة محمد بن بركات، وتولي ابنه بركات إمرة مكة نادى مناديه بمكة أن