للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم، توجه قاصده سعيد (١) بن يحي الحسني البركاتي، وليس معه محضر.

وفي يوم السبت، خامس عشري الشهر، سمع الناس أن عنقا أرسل من عينونة أو العقبة قاصدا بأوراق إلى صاحب مكة، وفيها أنه سمع أن الدوادار الكبير أقبردي، عزم على دخول مصر، وحصل منه تواطؤ أو تحالف مع الأمير الكبير تمراز، وكرتباي قريب السلطان، وأنه لما قرب مصر، خرج له المماليك وصدوه عن الدخول، وقالوا له: لا يمكن دخوله فإنه قتل أعواننا، وقاتلوه وهزموه، وأن تمراز وكرتباي قتلا، وأن مصر نهبت أو نهب بعضها، وأن جميع الأمراء المختفين ظهروا، إلا قانصوه خمسمائة وتنبك الجمالي، ومن الذين ظهروا جان بلاط، وكرتباي الأحمر.

وفي ليلة الأحد، سادس [عشري] (٢) الشهر، ماتت غزلان الحبشية مستولدة قاضي القضاة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، أم ولده تاج الدين شهيدة، عقب نفاس (٣) من سيدها، في أول هذا الشهر، أو آخر الذي قبله، جاءت ببنت وماتت البنت ليلا، وصلي على الأم بعيد صلاة الصبح عند باب الكعبة لأجل ختم السيد الجمالي محمد بن بركات بالمسجد الحرام، ودفنت بالمعلاة بتربة مواليها المستجدة، وشيعها خلق كثير لا يحصون، حتى السيد الزيني بركات وعسكره، وتوجهوا إلى البيت ومشى


= المكس الذي على بجيلة يترك ولا يؤخذ منه شيئا. عمر بن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٣٠٤. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٦٧.
(١) القائد سعيد بن يحيى الحسني البركاتي قاصد السيد بركات بعد موت والده. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٦٧، ٧٢.
(٢) وردت في الأصل "عشر"، وما أثبتناه هو الصواب بعد تتبع أيام الشهر.
(٣) أما الشهيد بغير القتل كالمطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والنفساء، فإنهم يغسلون ويصلى عليهم. ابن قدامة: المغنى ٢/ ٣٣٦.