للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكبير] (١) كان منها، وكانوا ينزلون إليها في غالب الليل ثلاثة أو أربعة مرارا، فلم يقدروا عليها، وخرج الدوادار الكبير ومعه تاني بك قرا، وأقباي نائب غزة، وبعض مقدمي الألوف متوجهين إلى الشام، فتبعوهم فلم يحصلوا على أحد، وحصل للناس نهب عظيم في سائر البلد، لسائر الناس بعد أن حول الناس والأتراك وغيرهم [جميع] (٢) حوائجهم، وكانوا متعطلين الحوائج في شهر ذي الحجة بأجمعه، لم يأمنوا فيه على أنفسهم ولا [أموالهم] (٣)، وقتل نحو الثلاثمائة من المماليك السلطانية والأمراء، ولزم الأمير تمراز أمير كبير وقتل، وطلعوا برأسه إلى القلعة، وصارت جثته ملقحة في الأرض، وكذلك الأمير كرتباي قرابة المقام الشريف أمير أخور كبير، لأنهم كانوا مع الدوادار يحاربون معه، وراحوا إلى عبد الدوادار في أول مجلسه من الصعيد، ونزّلوه في بر الجيزة، وقتل بعض من العامة يوم دخول الدوادار ويوم خروجه، وكان المملوك والشيخ جمال الدين وخال المملوك يعني أبا الليث بن زربق في كل ليلة لم ينم غالب الليل خوفا على أنفسنا، وأما حوائجنا فإننا قد سمعنا، ولكن قد سلم الله الجميع، ولم يخرج المملوك من مدرسة المهمندار (٤) إلى حين إنقضاء الحرب وبعده بيومين.

وتوفي قاضي القضاة الحنبلي يعني البدري السعدي ثالث شهر ذي القعدة، وبعده بيومين قتل القاضي أبو البقاء ابن الجيعان خامس ذي القعدة وترجح حال


(١) أضفنا الواو بين كلمة الناس والأتراك لسياق المعنى.
(٢) أضفنا الواو بين كلمة الناس والأتراك لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "مالهم"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) هي المدرسة التي بناها الامير شهاب الدين أحمد بن أقوش العزيزي المهمندار خارج باب زويلة، وجعلها مدرسة وخانقاه، وجعل طلبة درسها من الفقهاء الحنفية. المقريزي: الخطط ٤/ ٢٥٧.