للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الإثنين، حادي عشر الشهر، مات أبو المحاسن أحمد ابن قاضي الحنفية أبي القسم بن محمد بن أبي البقاء بن أحمد بن الضياء الحنفي، وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند سلفه ولم يطلع معه أحد من القضاة، ولا من غالب الفقهاء، لترفع أبيه على الناس وعدم موافاته لهم، فكان الجزاء من جنس العمل، بل ولم يعمل ربعة.

فإن في صبيحة ثاني يوم، طلع أفرادا جدا من الناس، فتخوف أيضا لذلك، فأمر الفراشين والمقربين بالترك، وقال: مالنا حاجة بشيء.

وفي ليلته، وصل السيد الزيني بركات وإخوته، وأقاموا بمكة إلى أثناء [الليلة] (١) الآتية الشريف، وسافروا إلى محلهم.

وفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر الشهر، كانت الزفة لأجل المولد الشريف، ومشى مع الناظر قاضي القضاة الشافعي، والقاضي المالكي والفقهاء، والأمير الباش أبو يزيد، والأمير المحتسب سودون الفقيه، والترك وغيرهم، وكان الوقيد أقل من العادة، بل وعمل المقدم ردكا على العادة، فأمر القاضي الشافعي [زفة] (٢) بعد العصر يوم الإثنين، فقلع في الحال.

وفي يوم الثلاثاء، والذي بعده انكسر بالرواق الغربي ثلاث خشبات واحدة بالرواق الوسطاني أمام باب العمرة، والإثنتان [الأخريان] (٣) فوق الدكة التي أمام دار السلسلة (٤).


(١) وردت في الأصول "الليل"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "رقعة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "الآخرين"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) دار السلسلة: هي الدار التي أوقفها عثمان بن علي الزنجيلي عند باب العمرة وأصبحت مدرسة للحنفية. عمر بن فهد: اتحاف الورى ٢/ ٥٤٩.